التفسير
١ - ﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (١)﴾:
أي: إذا قامت وحدثت القيامة، فالواقعة من أسماء يوم القيامة كما صرَّح بذلك ابن عباس وسميت بذلك للإيذان بتحقيق وقوعها لا محالة كما قال تعالى:
﴿فيومئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ﴾ (١) قال الزمخشرى: وقعت الواقعة هو كقولك: كانت الكائنة وحدثت الحادثة فكأنه قيل: إذا وقعت التي لابدّ من وقوعها، ووقوع الأمر نزوله، يقال: وقع ما كنت أتوقعه أي: نزل ما كنت أترقب نزوله وقال الضحّاك: الواقعة الصيحة وهي النفخة الأخيرة في الصور وجواب إذا تقديره حدث كيت وكيت، وفي إبهامه تهويل وتفخيم لأمر الواقعة.
٢ - ﴿لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ﴾:
اعتراض يؤكد تحقيق الوقوع أو حال من (الواقعة) كما قال ابن عطيَّة، أي: لا يكون حين وقوعها نفس كاذبة تنكر وقوعها وتنفيه وتجحده.
وقال ابن كثير: أي: ليس لوقوعها - إذا أراد الله كونها - صارف يصرفها ولا دافع يدفعها، ومعنى كاذبة كما قال محمَّد بن كعب لابدّ أن تكون.
ويجوز أن تكون ﴿كَاذِبَةٌ﴾ مصدرًا بمعنى التكذيب وهو التثبيط أي: ليس لوقعتها ارتداد ولا رجعة كالحملة الصادقة من ذي سطوة قاهرة، وروى نحو ذلك: عن الحسن وقتادة وابن جرير.
٣ - ﴿خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ﴾:
أي: هي خافضة رافعة ترفع أقوامًا وهم السّعداء، وتضع آخرين وهم الأشقياء، تخفض أقوامًا إلى أسفل سافلين في الجحيم وإن كانوا في الدنيا أعزاء، وترفع آخرين إلى أعلى

(١) سورة الحاقة الآية: ١٥.


الصفحة التالية
Icon