والشائع أن ﴿السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾ مبتدأ وخبر والمعنى: والسابقون هم الذين اشتهرت أحوالهم، وعرفت مكانتهم ومنزلتهم، كقولهم: أنا أبو النجم، وشعرى شعرى، وفيه من تفخيم شأنهم والإيذان بشيوع فضلهم ما لا يخفى (اهـ. آلوسي بتصرف) ولم يقل: والسابقون ما السابقون على غرار الأولين في قوله - تعالى -: ﴿فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾. إلخ لأنه جُعِل أمرًا مفروغًا منه مسلّما به مستقلًا بالمدح والتعجب.
١١ - ﴿أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾:
مبتدأ وخبر والجملة استئناف وبيان، أي: أولئك المقربون عند الله، الموصوفون بذلك النعت الجليل الذي استحقوه حُظوة ومكانة عنده، أو الذين قربت إلى العرش العظيم درجاتهم، والإشارة بأولئك إلى السابقين وما فيه من معنى البعد - مع قرب المشار إليه - للإيذان ببعد منزلتهم في الفضل.
١٢ - ﴿في جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾:
أي: كائنين في جنات النعيم وفائدة ذكر ﴿في جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾ بعد ذكر كونهم مقرّبين للإشارة بالأول إلى اللذة الروحية، وبالثاني إلى اللذة الحسية.


الصفحة التالية
Icon