بعلمه وقدرته وتدبيره وقيوميَّته وذلك في كل أحوالهم وشتى شئونهم قال - تعالى -: ﴿وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ (١)، ﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ أي: وهو - عز شأنه - بما تعملون وما تدعون وتتركون رقيب عليكم شهيد على أعماكم حيث كنتم وأين كنتم محيط بسركم وجهركم فيجازيكم على ما يصدر منكم.
٥ - ﴿لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾:
هذا تأكيد لما سبق في أول السورة، وتمهيد للتذكير بالبعث حيث ورد بعده قوله - تعالى -: ﴿وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ أي: له - لا سواه - ملك السموات والأرض في الدنيا وإليه - وحده لا لغيره - جل وعلا - يصير أمر الخلائق في الآخرة بعد أن تبدل الأرض غير الأرض والسماوات.
٦ - ﴿يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾:
أي: أنه - سبحانه - يدخل الليل في النهار بأن ينقص من الليل ويزيد في النهار، ويدخل النهار في الليل بأن ينقص من النهار ويزيد في الليل؛ لأن حكمته تقتضي ذلك لصلاح الناس في أمر معاشهم وللدلالة - على كمال قدرته، وهو عليمٌ ومحيطٌ إحاطة تامة بما تكنه وتخفيه الصدور من أسرار وإن دقت وخفيت، ولا يقدر أحد سواه علي معرفة حقيقتها وكنهها، ومن كان على هذه الصفات الجليلة فلا يستقيم أن يُعبد أحدٌ سواه.