١٥ - ﴿فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾:
أَي: في هذا اليوم الشديد القاسى لا يَقبل الله منكم - أيها المنافقون - فداء تحفظون به أَنفسكم من نزول العذاب بكم ولو كان ملء الأرض ذهبًا ومثله معه كما لا يقبل الله ذلك من الذين كفروا، وفي هذا تيئيس وإقناط للكافرين من عفو الله عنهم إِذ قد يتوهمون أَن هذا العذاب الشديد والخلود الدائم في النار إنما يكون للمنافقين فحسب جزاء خداعهم ومكرهم وإخفائهم الكفر وإظهار الإِسلام، والحق أن هذا جزاء من كفر بالله ولم يستيقن ذلك بقلبه غير أَن المنافقين لهم الدرك الأَسفل من النار.
﴿مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ أي: إِن النار - وحدها - هي المكان الذي تأوون إليه وتقيمون وتخلدون فيه خلودًا أبديًّا إِذ هي - لا غيرها - أَولى وأَحق بكم أَو هي ناصركم ولا تنصركم إلا بإيلامها وسعيرها وهذا من باب "تحية بينهم ضرب وجيع" ﴿وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ أي: وقبح المرجع والمنقلب نار جهنم.