﴿أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (٥) وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (٦) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٧) فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ﴾
المفردات:
﴿أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ﴾: أفننحى ونبعد عنكم، وهو مأخوذ من قولهم: ضرب غرائب الإبل، إذا نحاها وأبعدها إذا دخلت على إبله عند الورد والشرب.
﴿الذِّكْرَ﴾: القرآن الكريم. والذكر في اللغة بمعنى الشرف، وكذلك القرآن، فهو شرف للعرب.
﴿صَفْحًا﴾ أي: إعراضًا عنكم، وأصل الصفح أن تولى الشيء صفحة عنقك أو جانبك إعراضًا عنه.
﴿مُسْرِفِينَ﴾: متجاوزين الحد في الكفر والضلال.
﴿وَكَمْ أَرْسَلْنَا﴾: كم: يراد بها هنا التكثير أي: كثيرًا أرسلنا.
﴿بَطْشًا﴾: شدة وعنفا.
﴿مَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ﴾: سبق في غير موضع من القرآن الكريم قصتهم العجيبة.
التفسير
٥ - ﴿أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ﴾:
بيّن الله - سبحانه - أن القرآن الكريم نزل بلغة العرب لكي يعقلوه ويتدبروا آياته، ولكنهم مع هذا كله ظل أكثرهم على الإسراف في العناد والضلال، فقال لهم الله: {أَفَنَضْرِبُ