وكانوا يتناجون في أنديتهم، ويتشاورون في أمره - ﷺ - ويتحيلون في رد الحق بالباطل بحيل يسلكونها، فكادهم الله وردَّ وبال ذلك عليهم حيث قال - سبحانه -:
٨٠ - ﴿أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ﴾:
أي: بل أيظن هؤلاء المشركون أنا لا نسمع سرهم في أنفسهم، ولا نسمع نجواهم مما يتحدثون به فيما بينهم على سبيل التناجى ولم يطلع عليه أحد سواهم (بلى) نسمعها ونطلع عليها (ورسلنا لديهم يكتبون) وهم الحفظة الذين يحفظون عليهم أعمالهم ويلازمونهم حيثما كانوا. فهم عندهم دائمًا يكتبونها وكل ما صدر عنهم من أقوال وأعمال صغارها وكبارها.
﴿قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (٨١) سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (٨٢)﴾
المفردات:
(فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ) أي: المنقادين، وهو جمع عابد، ويجمع عابد أيضًا على عُبّاد وعبدة.
(سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) أي: تنزيهًا له وتقديسًا. نزه الله نفسه وأمر النبي بالتنزيه عما لا يليق به.
(عما يصفون) أي: عما يقولون من الكذب.
التفسير
٨١ - ﴿قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾:
رد لباطل المشركين بتنزيهه - جل شأنه - عما نسبوه إليه من اتخاذ الولد.


الصفحة التالية
Icon