٤٠، ٤١، ٤٢ - ﴿إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٠) يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤١) إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾:
هذه الآيات تهديد بملاقاة الجزاء بعد تقرير إمكان البعث، وأَنه سيكون، أي: إن يوم القيامة الذي يفصل الله فيه بين الحق والباطل، وبين الحق والبطل، هو موعد الخلق وميقاتهم أجمعين، المؤْمن والكافر، والبر والفاجر، ليواجه كلٌّ جزاءَ ما قدم فإما نارًا وزقومًا وإما جنات ونعيما.
﴿يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾ أي: يوم الفصل هذا يوم لا يغنى صاحب عن صاحبه، ولا يعين قريب قريبه، ولا يغنى والد عن ولده ولا ولد عن والده ولا يدفع حليف عن حليفه، ولا تتعصب قرابات، ولا تتناصر صلات ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (٣٧) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (٣٨) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (٣٩) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ﴾ (١) لا تجد نصيرًا ولا مجيرًا ﴿إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾:
أي: لا يمنع من عذاب يوم الفصل شيء، ولا يمتنع عليه أحد إلا من يتجلَّى الله عليه بالرحمة والعفو وقبول الشفاعة فيه من المؤْمنين، إن الله هو العزيز الغالب الذي لا ينصر أَحدٌ من أَراد عذابه، الواسع الرحمة لمن أَراد أَن يرحمه.
وفي هذا الاستثناء تنفيس لهول الكربة، وانفراج لِبَابِ الرحمة حتى لا ييئس عائذ، ولا ينقطع رجاء لائذ.