﴿وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾: ولا تَتَّبع ما لا حجة عليه من آراء الجهال التابعة للشهوات.
﴿هَذَا﴾ أَي: القرآن.
﴿بَصَائِرُ﴾: بينات واضحات.
التفسير
١٦ - ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾:
والمعنى: ونقسم لقد أَعطينا بنى إسرائيل التَّوراة والزَّبور والإِنجيل والقضاءَ بين النَّاس والحكم بما في هذه الكتب، والنُّبوة المُعْطاةَ من عند الله، حيث أَرسل فيهم كثيرًا من الأَنبياء - عليهم السلام - لكثرة أَمراضهم الخلقية وشدة مُخالفتهم، ورزقناهم من المُسْتَلَذَّات والخيرات المتنَوِّعة كالمنِّ والسلوى وغيرهما من خيرات الشام، وفضَّلناهم بكثير من النِّعم في الدنيا - فضلناهم - على العالمين حيث آتيناهم ما لم نُؤْت غيرهم من فلق البحر وإظلال الغمام ونظائرهما، فما رَعَوا هذه النِّعم حق رعايتها، وما شكروا الله عليها، فالمراد تفضيلهم على العالمين من بعض الوجوه، فلا ينافى ذلك تفضيل أُمَّة مُحَمَّد - ﷺ - عليهم من جهة المرتبة والشَّرف والثَّواب، قال - تعالى -: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ (١) وقيل: المراد بالعالمين عَالمُو زمانهم.
١٧ - ﴿وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾:
وأعطيناهم دلائل ظاهرة وحججًا واضحة في أمر الدين كمعجزات موسى - عليه السلام - وعن ابن عباس: آيات من أَمر النَّبي - ﷺ - وعلامات مبيِّنة لصدقه، ككونه يُهَاجر