﴿سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾: قَبُح ما يقضون به.
﴿أَفَرَأَيْتَ﴾ أَي: أَنظرت من هذه حالُه فرأَيت (١).
﴿مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾: من اتخذ هواه معبودًا له فخضع له وأَطاعه.
﴿وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ﴾ أَي: تخلى الله عن هدايته لعلمه أَنه يستحقُّ ذلك، لاخياره له بعد بلوغ العلم إليه وإعراضه عنه.
﴿وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ﴾: وأَغلق سمعه فلا يقبل ما ينفعه، وختم على قلبه فلا يعتقد حقا لإصراره على كفره.
﴿وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً﴾: غطاءً أو ظُلْمَةً فلا يُبصر دواعى الهدى.
﴿فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ﴾: فيمن يهديه من بعد إعراض الله عنه؟ أَي: لا أَحد يهديه.
﴿أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ أَي: أَتتبركون النظر فلا تتعظون.
التفسير
٢١ - ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾:
استئناف مسوق لاستنكار التَّسوية بين حال المسيئين والمحسنين.
سبب النزول:
جاءَ في البحر عن الكلبي أَن عُتبة وشيبة والوليد بن عُتبة قالوا لعليّ - كرم الله وجهه - ولحمزة - رضي الله عنه - وللمؤمنين: والله ما أنتم على شيء ولئن كان ما تقولون حقًّا لَحَالُنَا أَفضل من حالكم في الآخرة كما هو أَفضل في الدَّنيا، و (أَمْ) في الآية بمعنى بل والهمزة لإنكار الحسبان، أي: بل أحَسِب.