المنصور، ويثبت أقدامكم في مواطن الحرب ومواقفها، أو على محجة الإسلام، ويمدكم دائمًا بالتمسك بالطاعة والتوفيق.
٨ - ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾:
دعاء على الذين كفروا باللهِ وأعرضوا عن دينه، أي: فهلاكًا لهم وشقاء، وهو منصوب بفعل من لفظه محذوف وجوبا سماعا، وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - يريد في الدنيا القتل، وفي الآخرة التردى في النار، وقيل غير ذلك.
﴿وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾ لأنها كانت للشيطان الذي زين لهم الضلال، وحبب إليهم الفسوق والعصيان وبذلك استحبوا العمى على الهدى.
٩ - ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾:
أي: ما ذكر من التعس وضلال الأعمال بسبب أنهم كرهوا ما أنزل الله من القرآن الكريم لما فيه من التوحيد وسائر الأحكام التي تخالف ما ألفوه واشتهته أنفسهم الأمارة بالسوء، فأهدر الله لأجل ذلك أعمالهم التي كانت موطن فخرهم من صور الخيرات كعمارة المسجد الحرام وقِرَى الأضياف، وأصناف القرب الأُخرى، إذ الإيمان شرط للإثابة على الأعمال فلا يقبل الله العمل إلا من مؤمن، وقيل: أحبط أعمالهم، أي: عبادة الأصنام.
وفي الآية تخصيص وتصريح بسببية الكفر بالقرآن الكريم للتعس والإضلال.