﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (٣١) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ (٣٢) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (٣٣)﴾
المفردات:
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ﴾: لنختبرنكم.
﴿شَاقُّوا الرَّسُولَ﴾: عادوه وعاندوه.
﴿سَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ﴾: سيبطل أعمالهم ويمحو ثوابها.
التفسير
٣١ - ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾:
هذه الآية الكريمة بمثابة التذييل الشامل للآيات السابقة التي تناولت طوائف المؤمنين، والكافرين، والمنافقين الذين في قلوبهم مرض، توضح أن حكمة الله - تعالى - تقتضى أن يعامل خلقه وعبيده معامله الممتحن لهم، المختبر لأحوالهم لتنكشف حقائقهم، ويظهر - واقعًا وعملًا - ما يعلمه الله أزلا. فيجرى عليهم جزاؤه على مقدار ما يكون من أحوالهم وما يجنيه عليهم اختيارهم السيئ في سلوكم وأعمالهم.
والمعنى: ولنعاملنكم معاملة الممتحن لكم، المتطلب معرفة أخباركم وأسراركم حتى نعلم من واقع أعمالكم، ونعرف من ظواهر أحوالكم، ومشاهد سلوككم فيما فرض عليكم من