﴿بُورًا﴾ (١)؛ هالكين لفساد عقيدتكم.
﴿سَعِيرًا﴾: نارا موقدة ملتهبة، ونكّرت للتهويل أو التنويع.
التفسير
١١ - ﴿سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾:
أي: سيقول لك من خلّفهم النِّفاق من أهل البادية وهم قبائل جُهينة ومُزينة وغِفار وغيرهم، استنفَرهم رسول الله - ﷺ - حين أراد المسير إلى مكّة عام الحديبية ليخرجوا معه حذرا من قريش أن يعرضوا له بحرب أو يصدّوه عن البيت، وأحرم رسول الله - ﷺ - وساق معه الهدي ليعلم أنه لا يريد حربا، ورأى أولئك الأعراب أنه - عليه السلام - يستقبل عدوا قويا من قريش وثقيف وكنانة والقبائل المجاورة لمكة وهم الأحابيش، ولم يكن الإيمان لدى الأعراب قد تمكن في قلوبهم، فقعدوا عن الخروج مع النبي - ﷺ - وتخلفوا عن الجهاد معه، وقالوا: نذهب إلى قوم قد غزوه في عقر داره بالمدينة وقتلوا أصحابه فنقاتلهم؟ وقالوا: لن يرجع مُحمد ولا أصحابه إلى المدينة من هذه السفرة ففضَحهُم الله في هذه الآية وأعلم رسوله بقولهم واعتذارهم قبل أن يصلوا إليه، وحين جاءوا معتذرين إليه قائلين:
شغلتنا أموالنا وأهلونا عن الذهاب معك، إذ لم يكن لنا من يقوم بحفظها ويحميها من الضياع، فاستغفر لنا الله ليغفر لنا تخلُّفَنا عنك، حيث لم يكن عن تكاسل وتباطؤ في طاعتك، فأنزل الله تكذيبا لهم في اعتذارهم بما سبق: ﴿يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ﴾ أي: إن كلامهم من طرف اللِّسان غير مطابق لما في الجنان، ثم أمر - سبحانه وتعالى - رسوله أن يردّ عليهم عند اعتذارهم بتلك الأباطيل فقال: