ونشهد معكم قتال أهلها، وذلك لطمعهم في عرض الدنيا لما يرون من ضعف العدوّ، ويتحققون النصر عليه، يريدون بذلك تغيير كلام الله ووعده وحكمه وقضائه باختصاص أهل الحديبية بمغانم خيبر، قل لهم يا محمد: لن تتبعونا، والمراد نهيهم عن الاتباع الذي أرادوه من قولهم: ﴿ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ﴾ وهو الانطلاق معهم إلى خيبر.
﴿كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ﴾ أي: مثل ذلك الحكم بعدم اتباعكم لهم - حكم الله - من قبل ذلك بتلك الغنائم لمن خرج إلى الغزو مع رسوله في عمرة الحديبية ﴿فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا﴾ أي: فسيقول المخلفون للمؤمنين عند سماع هذا النهي: لم يأمركم الله بذلك بل تحسدوننا أن نُشارككم في هذه الغنائم.
﴿بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ أي: ليس الأمر كما زعموا بل كانوا لا يفهمون إلا فهما قليلًا، وهو فهمهم لبعض أمور الدُّنيا، وهو ردّ لقولهم الباطل في المؤمنين، ووصف لهم بما هو شر من الحسد وهو الجهل المفرط وسوء الفهم في أمور الدين.


الصفحة التالية
Icon