تعريف التفسير العلمي:
التفسير في اللغة: الفاء والسين والراء كلمة واحدة تدلُّ على بيان شيء وإيضاحه (١)، وهو مصدر فسّر بتشديد السين، والفسر: الإبانة وكشف المغطى، والتفسير مثله، وهو كشف المراد عن اللفظ المشكل (٢).
ويراد منه الإيضاح والتبيين، وقد ورد بهذا المعنى في قوله تعالى: ﴿وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ (٣)، أي أحسن بياناً وتفصيلاً (٤).
وفي الاصطلاح: علم يُعرف به فهم كتاب الله المنزل على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحِكَمه، واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف وعلم البيان وأصول الفقه والقراءات ويحتاج لمعرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ (٥).
وقد وصف التفسير هنا بأنه علمي نسبة إلى العلم.
والعلم: هو إدراك الأشياء على حقائقها، أو هو صفة ينكشف بها المطلوب انكشافاً تاماً (٦). وأما عند الماديين المحدَثين فهو خاص باليقينيات التي تستند على الحس وحده (٧).
والمقصود بالعلم في هذا المقام: العلم التجريبي، وما يتعلق به من علوم الطبيعة الموجودة في الكون، مثل: الفيزياء، والكيمياء، وطبقات الأرض، وعلم الإحياء، وعلم البحار، وعلم الفلك، وغيرها (٨)؛ ولذلك فإنه لا بد من تمييز هذا التفسير عن سواه، فلو قيل: " التفسير
(٢) القاموس المحيط: ٤١١، ولسان العرب: ٥/ ٣٤٢١، مادة فسر، وانظر: مباحث في علوم القرآن: ٣١٦.
(٣) الفرقان: ٣٣.
(٤) انظر: تفسير القرطبي: ١٣/ ٢٩.
(٥) البرهان في علوم القرآن: ١/ ١٣، والإتقان في علوم القرآن: ٤/ ١٦٧.
(٦) انظر: التعريفات: ٢٣٣، والكليات: ٦١٠.
(٧) مناهل العرفان في علوم القرآن: ١/ ١٤.
(٨) انظر: اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر: ٢/ ٥٤٧، والمعجزة العلمية في القرآن والسنة لعبد المجيد الزنداني، ضمن كتيب تأصيل الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، أبحاث المؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، رابطة العالم الإسلامي، هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة: ١٧، والتفسير العلمي للقرآن في الميزان: ٧٠.