وعجائب الصنع واختصاص البارئ بها، ﴿بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ﴾ بسبب أن الحق، وجوده وإلهيته" (١).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (٢) -رحمه الله- فيما يحصل به اليقين وأنواع الفكر والاعتبار: "وأما كيف يحصل اليقين فبثلاثة أشياء: أحدها: تدبر القرآن، والثاني: تدبر الآيات التي يحدثها الله في الأنفس والآفاق التي تبين أنه حق، والثالث: العمل بموجب العلم، قال تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ (٣)... فبين سبحانه أنه يرُي الآيات المشهودة ليبين صدق الآيات المسموعة مع أن شهادته بالآيات المسموعة كافية" (٤).
والقرآن لم يذكر هذه الآيات الكونية على أنها مقصودة لذاتها؛ ولكنها دعوة عملية للإيمان بالله من منطلق أن كل ما نشاهده في هذا الكون فهو خاضع للنظام الدقيق وللعناية الفائقة، ولرحمة الرحمن بعباده.
(٢) هو شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني الدمشقي، الإمام العالم العلامة الفقيه، القدوة، وله المصنفات العظيمة، منها: منهاج السنة النبوية، ودرء تعارض العقل والنقل، والجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، والتدمرية، والواسطية، وغيرها، توفي عام ٧٢٨هـ.
انظر: ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب، دار المعرفة، بيروت: ٢/ ٣٨٧، والبداية والنهاية لابن كثير، تحقيق: د. عبدالله التركي، دار عالم الكتب، الرياض، ط١: ١٤/ ١٤١، وشذرات الذهب في أخبار من ذهب، لابن العماد الحنبلي، تحقيق: محمود الأرناؤوط، دار ابن كثير، دمشق، ط١: ٦/ ٨٠، والأعلام للزركلي: ١/ ١٤٤، والجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون، جمع محمد عزير شمس وعلي العمران، دار عالم الفوائد، مكة، ط١.
(٣) فصلت: ٥٣.
(٤) مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية، جمع الشيخ: عبد الرحمن بن قاسم، دار عالم الكتب، الرياض، ١٤١٢: ٣/ ٣٣١ - ٣٣٢.