يجازى كل واحد بعمله على حسب نيته" (١).
٢ - العدل:
إن الله -عز وجل- حكم عدل لا يظلم الناس شيئا، وإذا أصاب الناس زلزال أو خسف أو غيرهما فإن ذلك بسب ذنوبهم وعصيانهم، قال تعالى: ﴿وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ (٢).
ولما ذكر الله -عز وجل- عقوبة قارون، وفرعون، وهامان، بعد أن بعث الله إليهم موسى -عليه السلام-، بالآيات البينات، والبراهين الساطعات، بين أن سبب تلك العقوبة ؟ والتي منها الخسف - هو ظلمهم، وأن الله لم يظلمهم، فلم"يكن الله ليهلك هؤلاء الأمم -الذين أهلكهم- بذنوب غيرهم، فيظلمهم بإهلاكه إياهم بغير استحقاق، بل إنما أهلكهم بذنوبهم، وكفرهم بربهم، وجحودهم نعمه عليهم، مع تتابع إحسانه عليهم" (٣).
قال تعالى: ﴿وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (٣٩) فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ (٤).
فالله -عز وجل- " ما ينبغي ولا يليق به تعالى أن يظلمهم لكمال عدله، وغناه التام عن جميع الخلق" (٥).
ثالثاً: توحيد الألوهية:

(١) فيض القدير بشرح الجامع الصغير: ٢/ ٢٠١.
(٢) الكهف: ٤٩.
(٣) تفسير ابن كثير: ٢/ ٣٨.
(٤) العنكبوت: ٣٩ - ٤٠.
(٥) تفسير السعدي: ٦٣١


الصفحة التالية
Icon