بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (١).
"فالقرآن يحث بهذه الآيات الإنسان على التأمل والنظر في بديع صنع الله في السماء والشمس والقمر والليل والنهار والضحى والظهيرة والأصيل والغروب، وفي الأرض والجبال والبحار والأنهار والسهول والنبات والرياح والأمطار، وخلق الإنسان والحيوان وسائر الكائنات، وأن أحداً لا يمكنه حفظ نظام الكون إلا الله تعالى العلي القدير" (٢)، قال تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ (٣).
فالله -عز وجل- يدعو عباده إلى التعرف عليه وعلى أسمائه وصفاته وآثارها عن طريقين:
أحدهما: بالنظر في آيات الله المشاهدة في الآفاق والأنفس، وما فيها من العظمة والحكمة والرحمة والإتقان، والتي تدل على خالقها سبحانه وعلى أسمائه وصفاته.
وقد جاء في القرآن الكريم ما لا يقل عن ثمانمائة آية كونية (٤)، بل أوصلها بعضهم إلى ما يربو على ألف آية (٥)، وبلغت حسب عد الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بمكة المكرمة ١٩٣٥ آية و١٧٤٤ حديثا (٦)، بالإضافة إلى آيات أخرى عديدة تقرب دلالاتها من الصراحة (٧).
والطريق الثاني: بالنظر في آياته المتلوة في كتابه العزيز.
(٢) آيات الله في الكون - تفسير الآيات الكونية بالقرآن الكريم لعبد الله شحاته، دار نهضة مصر، القاهرة، ط٥: ٨١ - ٨٢.
(٣) النحل: ١٧.
(٤) الآيات الكونية في ضوء العلم الحديث: ٨١، وانظر: نماذج للآيات الكونية في القرآن: آيات الله في الكون: ٢٤ - ٣٧.
(٥) التفسير والمفسرون: ٢/ ٥٠٦.
(٦) انظر: فهرس الآيات الكونية في القرآن الكريم، وفهرس الأحاديث الكونية والطبية.
(٧) قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بين المؤيد والمعارض: ١٠ - ١١، ١٣، ٩٩.