أما رؤية الملائكة في المنام فهي جائزة (١) ويدل لذلك حديث عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-، قال -صلى الله عليه وسلم-: «فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان، وإذا فيها أناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، قال: فلقينا ملك آخر، فقال: لم ترع» (٢).
وهذا لا يعني وصف حقيقة الملائكة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: " بل نفس الجن والملائكة لا يتصورها الإنسان، ويتخيلها على حقيقتها، بل هي خلاف ما يتخيله، ويتصوره في منامه، ويقظته، وإن كان ما رآه مناسباً ومشابهاً لها" (٣).
سادساً: الإيمان بالرسل:
١ - الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم:
ومما اختص الله تعالى به الأنبياء أنّ أعينهم تنام وقلوبهم لا تنام (٤)، قال -صلى الله عليه وسلم- عن نفسه: «إنّ عيني تنامان ولا ينام قلبي» (٥).
٢ - رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام:
عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة» (٦).
(٢) صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة -رضي الله عنهم-، باب من فضائل عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-: ٤/ ١٩٢٧، برقم (٢٤٧٩).
(٣) بيان تلبيس الجهمية: ١/ ٧٤.
(٤) انظر: صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب كان النبي -صلى الله عليه وسلم- تنام عينه ولا ينام قلبه: ٦٨٣، برقم (٣٥٧٠)، وشرح النووي على مسلم: ٣/ ٧٤، وفتح الباري: ٦/ ٥٧٩، ومدارج السالكين: ١/ ٦٢.
(٥) صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي -صلى الله عليه وسلم- في الليل وأن الوتر ركعة وأن الركعة صلاة صحيحة: ١/ ٥٠٩، برقم (٧٣٨).
(٦) صحيح البخاري، كتاب التعبير، باب من رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام: ١٣٣٧ برقم (٦٩٩٤).