وعن جابر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من رآني في النوم فقد رآني، فإنه لا ينبغي للشيطان أن يتشبه بي» (١).
فقد دلت هذه الأحاديث على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يُرى في المنام وأن من رآه فقد رآه حقيقة فإن الشيطان لا يتمثل به (٢).
٣ - رؤيا الأنبياء وحي:
قال تعالى عن إبراهيم -عليه السلام-: ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (١٠٢) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (١٠٣) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ (١٠٤) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ (٣).
فهذه الآية إخبار من الله -عز وجل- عن إبراهيم -عليه السلام- أنه رأى في المنام أنه يذبح ابنه، ثم بين الله -عز وجل- أن هذه رؤيا حق حيث أن إبراهيم سعى لتنفيذ رؤياه ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ فأخبر الله -عز وجل- أن إبراهيم قد صدق هذه الرؤيا (٤).
٤ - الرؤيا الصالحة:
كان أول ما بدئ به الوحي الرؤيا الصالحة، فكان -صلى الله عليه وسلم- إذا رأى الرؤيا تأتي كفلق الصبح (٥)، فكان ذلك إرهاصا للنبوة وتمهيدا لها لمدة ستة أشهر، وأخبر عليه الصلاة والسلام

(١) صحيح مسلم، كتاب الرؤيا، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: من رآني في المنام فقد رآني: ٤/ ١٧٧٦ برقم (٢٢٦٨).
(٢) انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة: ٢/ ٣٦٣، وفتح الباري: ١٢/ ٣٨٤ - ٣٨٥.
(٣) الصافات: ١٠٢ - ١٠٥.
(٤) انظر: الأسماء والصفات للبيهقي: ١/ ٤٩١، وتفسير ابن كثير: ٧/ ٢٨.
(٥) صحيح البخاري، كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ٢١ برقم (٣).


الصفحة التالية
Icon