المطلب الثاني: الخسوفات الثلاثة
من العلامات الكبرى التي أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بحدوثها في آخر الزمان الخسوفات الثلاثة: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، ففي حديث حذيفة بن أسيد -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات، وذكر منها ثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك ناراً تخرج من اليمن تطرد الناس إلى المحشر»، وفي رواية «ونار تخرج من قعر عدن ترحل الناس» (١).
فهذه الخسوفات الثلاثة من الأشراط الكبرى التي لا تظهر إلا في آخر الزمان، وهي غير الخسوفات التي وقعت في الماضي وفي أماكن متعددة؛ لأن تلك من أشراط الساعة الصغرى، أما هذه الخسوفات الثلاثة فهي خسوفات عظيمة.
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: " وقد وجد الخسف في مواضع، ولكن يحتمل أن يكون المراد بالخسوف الثلاثة قدرا زائدا على ما وجد، كأن يكون أعظم منه مكانا أو قدراً" (٢).
أما النظرة العلمية المعاصرة عن الخسوفات الثلاثة، فقد اكتشف علماء الجيولوجيا أن عدن فوق فوهة بركان عظيم هائل خامد (٣).
ويقول المهندس: معروف عقبة في بحثه (عدن البعد التاريخي والحضاري): "ومن المعلوم أن البراكين الكبيرة تكون مصحوبة بزلازل بسبب تكسر طبقات القشرة الأرضية جراء اندفاع الحمم البركانية من قاع الأرض إلى الطبقات العليا، مما يسبب انزلاق لطبقات القشرة الأرضية محدثة ما يسمي بالزلزال من قبل خروج الحمم إلى سطح الأرض ثم بعد حدوث الزلزال تكون الحمم البركانية قد ألقت بأثقالها من الحديد المنصهر فوق سطح الأرض" (٤).
(٢) فتح الباري: ١٣/ ٨٤، وانظر: إتحاف الجماعة: ٢/ ٢٦٢.
(٣) بركان عدن ونيران الحشر، لطارق عبده إسماعيل، موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة: http: //quran-m.com
(٤) المرجع السابق.