حضره الموت" (١).
وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: حفظت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثا لم أنسه بعد، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها... » الحديث (٢).
وقد ذكر الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: " أن طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات العظام المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي، وينتهي ذلك بقيام الساعة، ولعل خروج الدابة يقع في ذلك اليوم الذي تطلع فيه الشمس من المغرب" (٣).
أما النظرة العلمية المعاصرة لهذه الآية فقد ذكر الأستاذ خالد بن حمزة مدني تصوراً لطلوع الشمس من مغرب الأرض -والله أعلم بحقيقة ذلك- فقال: "بعد استقرار الشمس المقدر في المكان والزمان، كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ (٤)، يمكن تصور طلوعها من مغرب الأرض دون أن ندخل في التعريف عن الكيفية، بتغيير اتجاه دوران الأرض كأن يكون معاكسًا لدوران كارنجتون R. Carrington.
وهكذا سيكون في المجموع خلال عملية توسع الكون وانكماشه، اتجاهان مختلفان لدوران الأرض: الأول هو الذي نعيشه ونراه حيث تدور الأرض من غربها إلى شرقها لتطلع الشمس من مشرق الأرض، والثاني هو الذي يراه الإنسان قبل قيام الساعة حيث ستطلع الشمس من مغرب الأرض. إنهما عمليتان للشروق والغروب لا تتمان في وقت واحد، ولهذا

(١) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة: ١٣٤٦.
(٢) صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في خروج الدجال ومكثه في الأرض ونزول عيسى وقتله إياه وذهاب أهل الخير وبقاء شرار الناس وعبادتهم الأوثان والنفخ في الصور وبعث من في القبور: ٤/ ٢٢٦٠ برقم (٢٩٤١).
(٣) فتح الباري: ١١/ ٣٥٣.
(٤) يس: ٣٨.


الصفحة التالية
Icon