فتسجره، بينما تندفع الصخور الأقدم بالتدريج في اتجاه الشاطئين حيث توجد أقدم صخور ذلك القاع، والتي تستهلك باستمرار تحت القارات المحيطة...
بذلك ثبت لكل من علماء الأرض والبحار ـ بالأدلة المادية الملموسة ـ أن كل محيطات الأرض (بما في ذلك المحيطان المتجمدان الشمالي والجنوبي)، وأن أعدادا من بحارها (من مثل البحر الأحمر)، قيعانها مسجرة بالصهارة الصخرية المندفعة بملايين الأطنان من داخل الأرض عبر شبكة الصدوع العملاقة التي تمزق الغلاف الصخري للأرض بالكامل وتصل إلى نطاق الضعف الأرضي، وتتركز هذه الشبكة من الصدوع العملاقة أساسا في قيعان البحار والمحيطات" (١).
وفي الختام يجب أن نعلم كما ذكرنا سابقا (٢) " أن يوم القيامة من الأمور الغيبية التي لا يصح الكلام فيها إلا بدليلٍ من الكتاب أو السنة.. كما أنّ الآخرة لا تنطبق عليها نواميس الدنيا.. فلها نواميس مختلفة، ولذلك لا يصح أن نطبق قوانين الدنيا على الآخرة.. وإنّما نصدق بما جاءنا عن رسولنا الكريم صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً.. ولا نخوض في أشياءٍ غيبية لا نعرفها.. لأن هذا من القول بغير علمٍ" (٣).
وقد قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ (٤).

(١) المرجع السابق، وانظر: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني: ٣٠/ ٦٣.
(٢) ص: ٦٠٦.
(٣) موسوعة الإعجاز العلمي ليوسف الحاج: ٤٠٤.
(٤) الإسراء: ٣٦.


الصفحة التالية
Icon