﴿فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ * وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾.
وسورة البقرة هذه واحدة من تسع عشرة سورة كلها نزلت على رسول الله بالمدينة، علاوة على ٩٥ سورة أخرى سبق نزولها عليه بمكة قبل الهجرة.
وتعتبر سورة البقرة أطول سورة من سور القرآن، وأول سورة نزلت بالمدينة بعد هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام إليها.
ونظرا لتنوع ما احتوت عليه السورة من حكم وأحكام، وكونها تحتوي على أكبر جزء من الدستور التشريعي للإسلام، فقد قضى عمر بن الخطاب اثني عشرة سنة في تعلمها والتفقه فيها، ولما ختمها نحر جزورا احتفالا بختمه لها، بينما ابنه عبد الله بن عمر صرف في تعلمها مدة ثمان سنين كما في موطأ الإمام مالك.
ونقل القاضي أبو بكر المشهور (بابن العربي) المعافري عن بعض أشياخه أنه قال: "في سورة البقرة ألف أمر، وألف نهي، وألف حكم، وألف خبر".
وفي فضل هذه السورة روى الإمام مسلم عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: " اقرؤا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة ".
ورغما عن تعدد الموضوعات التي تشتمل عليها هذه السورة الكريمة، فإن هناك محورا يضمها، ويربط بينها جميعا، ذلك هو الحديث عن الجماعة الإسلامية الناشئة التي أخذت تنمو وتقوى


الصفحة التالية
Icon