وبكلمة عامة عن موضوعات هذه السورة الكريمة.
أما تسميتها بسورة المائدة فلعلها والله أعلم مبنية على ما نزل في هذه السورة من الآيات الكريمة المتعلقة بقصة المائدة، وذلك في قوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ * قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ﴾.
وأما موضوعاتها فهذه السورة تشتمل على موضوعات تشريعية وأخلاقية واعتقادية متنوعة، وفيها بالخصوص أحكام تمس العلاقات الدولية بين المسلمين وغيرهم، وأحكام تمس العلاقات الاجتماعية فيما بين المسلمين بعضهم مع بعض، مما هو قاصر على الأسرة أو ممتد إلى المجتمع، وقد نقل القاضي أبو بكر (ابن العربي) المعافري في كتابه (أحكام القرآن) عن أبي ميسرة أنه قال: "في المائدة ثمان عشرة فريضة" ثم عقب على كلامه قائلا: "فأما قول أبي ميسرة إن فيها ثمان عشرة فريضة، فربما كان فيها ألف فريضة، وقد ذكرناها نحن في هذا المختصر للأحكام".
وأول آية افتتحت بها هذه السورة مبدوءة بنداء هو أحب نداء


الصفحة التالية
Icon