الأعضاء على التصرف، ولا مسابقة إلا بين الخيل والإبل خاصة ".
وقوله تعالى: ﴿وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا﴾ إشارة إلى الدم الذي أراد إخوة يوسف أن يجعلوه علامة على صدقهم، لكن القميص كان سالما من التمزيق. قال ابن عباس: لو أكله السبع لخرق القميص، والعلامات إذا تعارضت تعين الترجيح، فيقضي بجانب الرجحان، ولا خلاف في الحكم بالتهمة إذا ظهرت، كما أشار إلى ذلك يعقوب عليه السلام فيما حكته عنه الآية: ﴿قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا﴾ إذ أن إخوة يوسف لم يكن من فعلهم ما يناسب الشفقة عليه، فيشهد بصدقها، بل كان الذي سبق منهم هو تبرمهم به، كما نبه إليه القاضي أبو بكر (ابن العربي).
وقوله تعالى: ﴿وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ﴾ السيارة هنا مؤنث سيار، والمراد بها القافلة من المسافرين، و (الوارد) هنا هو الذي يستقي الماء للجماعة.
وقوله تعالى: ﴿وَشَرَوْهُ﴾ -أي باعوه- ﴿بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ﴾ عبارة عن قلتها، وهو يفيد أن الأثمان عندهم كانت تجري عددا لا وزنا، ولا شك أن في العدد تخفيفا عن الخلق، لكثرة المعاملة ومشقة الوزن.
وقوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾ المراد بالأرض هنا أرض مصر، والمراد