وعن ابن عباس وابن مسعود وقتادة (١) ومجاهد: ﴿مِنْ قَبْلُ﴾ أي: في الدنيا (٢). وقال يحيي بن أبي كثير (٣) (٤): ثمار الجنة كلما نزع منها شيء عاد كما كان (٥) فلذلك يقول: ﴿هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ﴾ وارتفع ﴿قَبْلُ﴾ على الغاية (٦)، كقوله: ﴿لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ﴾ (٧)، وتفسير الغاية أنه ظرفٌ قُطِعَ عن الإضافة التي هي غايته، فصار كبعض الاسم في استحقاق البناء على الحركة لالتقاء الساكنين، وضُمَّت لأنها تُضَمُّ في حالة الإضافة

(١) هو قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي، أبو الخطاب البصري، أحد الأئمة الأعلام. ولد وهو أعمى، وعني بالعلم، فصار من حفاظ أهل زمانه وعلمائهم بالقرآن والفقه. مات بواسط سنة سبع عشرة ومائة وهو ابن ست وخمسين سنة.
[مشاهير علماء الأمصار (١/ ٩٦)؛ الثقات (٥/ ٣٢١)؛ تهذيب التهذيب (٨/ ٣١٥)؛ صفوة الصفوة (٣/ ٢٥٩)؛ تهذيب الأسماء (٢/ ٣٦٨)؛ سير أعلام النبلاء (٥/ ٢٦٩)].
(٢) الطبري (١/ ٣٨٨) عن ابن مسعود وقتادة، وابن أبي حاتم (٢٥٦) وعبد بن حميد كما في الدر (١/ ٣٨) عن علي بن زيد، وأما عن قتادة فتراه في الدر (١/ ٣٨) لابن الأنباري في الأضداد.
(٣) هو الإِمام الحافظ أبو نصر يحيي بن أبي كثير الطائي اليمامي أحد الأعلام، واسم أبي كثير مختلف فيه، قيل: صالح، وقيل: يسار، وقيل: دينار، وقيل غير ذلك. قال أبو حاتم الرازي: يحيي إمام لا يروي إلا عن ثقة، قال أيوب السختياني: ما بقي على وجه الأرض مثل يحيي بن أبي كثير، قال ابن حبان: كان من العباد، إذا حضر جنازة لم يتعشَّ تلك الليلة ولا يكلِّمه أحد، قال أحمد: هو من أثبت الناس، وقد نالته محنة، وضرب لكلامه في ولاة الجور. توفي سنة تسع وعشرين ومائة.
[طبقات الحفاظ (١/ ٥٨)؛ سير أعلام النبلاء (٦/ ٢٧)؛ تهذيب التهذيب (١١/ ٢٣٥)؛ صفوة الصفوة (٤/ ٧٥)].
(٤) في المخطوطات (يحيى بن كثير) وهو خطأ.
(٥) لم أجده عن يحيي بن أبي كثير، ولكني وجدته مرفوعًا عن ثوبان، رواه الطبراني في الكبير (١٤٤٩) وسنده ضعيف، وله شاهد عند الحاكم (٨٣٩٠) ضمن حديث طويل عن ثوبان.
(٦) في (ن) (كما الغاية) ومعنى الغاية في مصطلح الكوفيين تعني الظروف المقطوعة عن الإضافة، انظر "في مصطلح النحو الكوفي" (ص ٦٠).
ولما قطعت "قبلُ" عن الإضافة بُنِيَتْ على الضم، وإنما بنيت على الضم لأنها حركة لم تكن لها حال إعرابها. وقد قدر ابن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير ١/ ٣٥٦) المضاف إليه بـ "من قبل هذه المرة" وهو يقتضي أن ذلك ديدن صفات ثمراتهم أن تأتيهم في صور ما قدم إليهم في المرة السابقة.
(٧) سورة الروم: ٤.


الصفحة التالية
Icon