فكانت أدلَّ على البناء ﴿وَأُتُوا بِهِ﴾ بالرزق ﴿مُتَشَابِهًا﴾ متجانسًا، دون مشتبه، إذ الإنسان على الشيء المألوف أقدر، وإذا وجد فيه فصلَ لذةٍ كان أَسرَّ. ﴿وَلَهُمْ﴾ الواو للاستئناف ﴿فِيهَا أَزْوَاجٌ﴾ حواري، واسم الزوج يشمل على الذكر والأنثى (١) قال الله: ﴿اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ﴾. ﴿مُطَهَّرَةٌ﴾ من الحيض والنفاس والأخلاق الردية والآفات. والوصفُ بالطهر أبلغ من الوصف بالحُسْن، لأن الحُسْنَ ربما يتضمن خُبثًا، قال - ﷺ -: "إياكم وخضراء الدِّمن" (٢). ﴿خَالِدُونَ﴾ دائمودن مقيمون، لا يموتون ولا يخرجون منها أبدًا. ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي﴾ نزلت في المنافقين. قال ابن عباس وابنُ مسعود: إن الله لما ضرب المثلين اللذين سبق ذكرهما، قالوا: إنَّ الله أعلى وأجلُّ من أن يضرِبَ هذه الأمثال، فأنزل الله الآية (٣). وقال
ومنه قول الفرزدق:
وإنَّ الذي يسعى ليفسِدَ زوجتي | كساعٍ إلى أُسدِ الشرى يَسْتَمِيْلُها |
فبكى بناتي شجوهنَّ وزوجتي | والظاعنون إلى ثم تصدعوا |
(٢) هذا الحديث رواه الرامهرمزي في "أمثال الحديث" (٨٤)، والدارقطني في الأفراد، والخطيب في "تالي تلخيص المتشابه" (٣٠٩)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (٩٥٧)، ومداره على الواقدي، وقد حكم عليه الدارقطني وغيره أنه لا يصح من وجه. وتمام الحديث: قالوا: يا رسول الله: وما خضراء الدمن؟ قال: "المرأة الحسناء في منبت السوء".
(٣) أما عن ابن مسعود فهو عند الطبري (١/ ٤٢٣) وأما عن ابن عباس فعزاه السيوطي في الدر (١/ ٤١) للطبري وابن أبي حاتم، وعن ابن عباس عند الواحدي (ص ١٤)، وهي طريقة واهية لأنها من طريق الكلب ي، هكذا حكم ابن حجر عليه في العجاب (١/ ٢٤٦).