ومعناه معنى الجمع فجمع (١) ما بعد في المعنى، ويجوز أن يكون واحدًا يراد به الجنس، كما يقال: أكثر الدراهم والدنانير في أيدي الناس، ويجوز أنه أراد بالجمع نواصيها، كما يقال: ثوب أخلاق، ويحتمل أنه كنى عما لم (٢) يسبق ذكرهُ، كقوله: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ﴾.
وفي الآية (٣) دليلٌ أنّ خلق الأرض وما فيها من الجماد مُقَدَّمٌ على
تسوية السماوات، وعن النبي - ﷺ -: "إنّ الله خلق الأرض (٤) يوم
الأحد والاثنين وخلقَ الجبالَ يومَ الثلاثاءِ، وخلق يوم الأربعاء الشجرَ
والماءَ والعمرانَ والخرابَ، وخلق يوم الخميس السَّماءَ وخلق يوم الجمعة
النجومَ والشمسَ والملائكة وآدم - عليه السلام -" (٥).

(١) (فجمع) ليست في (أ).
(٢) (لم) ليست في (ب).
(٣) كتب في هامش النسخة (ي): (خلق الأرض قبل السماء) ا. هـ
(٤) في (ب): (السماوات والأرض) وهذا خطأ.
(٥) الحديث أخرجه الطبري في تفسيره (٢٤/ ٩٤) (٢٦/ ١٧٩)، وفي التاريخ (١/ ٣٨)، وأبو الشيخ في العظمة (٨٧٨٤)، والحاكم في المسندرك (٣٩٩٧) واستغربه ابن كثير في تفسيره (٤/ ٩٥). كما أن هذا الحديث الذي ذكره المؤلف مخالف لما أخرجه مسلم في صحيحه (رقم ٢٧٨٩ - صفات المنافقين- باب ابتداء الخلق وخلق آدم) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: (أخذ رسول الله - ﷺ - بيدي فقال: "خلق الله، - عَزَّ وَجَلَّ -، التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم - عليهم السلام - بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل" ووجه الخلاف بين الحديث الذي ذكره المؤلف مع حديث مسلم أن خلق الجبال في حديث المؤلف كان يوم الثلاثاء بينما في حديث مسلم كان يوم الأحد، وفي حديث المؤلف أن خلق الشجر يوم الأربعاء بينما في حديث مسلم كان خلق الشجر يوم الاثنين. ولا شك أن حديث أبي هريرة في صحيح مسلم مقدم على ما ذكره المؤلف مع أن بعض النقاد تكلم في متن حديث مسلم. وقد بسط القول على الرد في ذلك الدكتور أحمد بن عبد الله الزهراني وأوضح أن هذا الحديث لا يخالف القرآن الكريم [تفسير ابن أبي حاتم ١/ ٢٦٨].


الصفحة التالية
Icon