مرضاتك. وفي قوله: ﴿إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ زجرٌ لهم عن السؤال. ودلالة أنّ المعلوم مقَدَّرٌ كائن لا محالة.
﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ﴾ ألهم ووفّق لا أنه أخبر ولقَّن لأنّه لو لقَّنهُ لما كان له مزيةٌ على الملائكة. و ﴿آدَمَ﴾: مشتقٌّ من أديم الأرض أو أدمة اللون (١). ﴿الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾ قال ابن عباس: أسماء جميع المخلوقات حتى القَصْعَة والسُّكْرُجَة (٢)، وعن الربيع بن أنس (٣): [أسماء الملائكة (٤)، وعن ابن زيد] (٥): أسماء ذريته (٦). وقيل: أسماء آحاد الجنس دون المشتركة

(١) في (آدم) خمسة أقوال أرجحها والله أعلم: أنه اسم أعجمي غير مشتق ووزنه فاعل ويمنع من الصرف للعلمية والعجمة. القول الثاني: أنه مشتق من الأُدْمَة وهي حُمْرَة تميل إلى السواد. القول الثالث: أنه مشتق من أديم الأرض، وعلى القولين الأخيرين يمنع من الصرف للوزن والعلمية. القول الرابع: أنه عِبْري من الإدام وهو التراب. القول الخامس: أنه في الأصل فعل رباعي مثل: أَكرم وسمي به لغرض إظهار الشيء حتى تعرف جهته. وعند التحقيق يتبين لنا أن ادعاء الاشتقاق فيه بعيد، لأن الأسماء الأعجمية لا يدخلها اشتقاق ولا تصريف مع أن الجواليقي وغيره صرح بأنه عربي.
[الطبري ١/ ٤٨٢ - السمين الحلبي- الدر المصون ١/ ٢٦٢ - روح المعاني ١/ ٣٥٦].
(٢) الأثر بهذا اللفظ لم أجده، ولكن قريبًا منه عند ابن جرير (١/ ٤٨٥)، وابن أبي حاتم (٣٣٧)، وعزاه في الدر (١/ ٤٩) لابن المنذر.
والسُكَرُّجَة: هي الصحيفة التي يؤكل بها وهي كلمة فارسية وجاء في الحديث: "لا آكل في سُكرجَة" [اللسان (سكرج) ٦/ ٢٠٧].
(٣) هو الربيع بن أنس البكري، ويقال: الحنفي البصري ثم الخراساني، صدوق له أوهام، ورُمي بالتشيع، روى عن أنس بن مالك وأبي العالية، وعنه الثوري وابن المبارك، كان عالم مرو في زمانه، قال أبو حاتم: صدوق، وقال ابن أبي داود: سجن بمرو ثلاثين سنة، قال الذهبي: سجنه أبو مسلم تسعة أعوام، وتحيل ابن المبارك حتى دخل إليه فسمع منه، يقال أنه توفي سنة تسع وثلاثين ومائة؛ وحديثه في السنن الأربعة.
[تقريب التهذيب (٢٠٥)؛ تهذيب التهذيب (٣/ ٢٠٧)؛ سير أعلام النبلاء (٦/ ١٦٩، ١٧٠)].
(٤) ابن جرير (١/ ٤٨٥).
(٥) ما بين [...] ليست في (ب).
(٦) ابن جرير (١/ ٤٨٥).


الصفحة التالية
Icon