عدُّوا بعدَهُ عشرين يومًا وعشرين ليلة ثم اتخذوا العجلَ، وفي ذلك قوله: ﴿أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ﴾ (١). وفي التوراة أربوعين يوم (٢)، أربوعين يوم، أربوعين يوم فحَمل بعضهم على إثبات ثلاث مواقيت. وإنما هو تكرار اللفظ للتأكيد.
وحَدُّ الوعد في اللغة هو: الضّمان (٣)، يُقالُ: هذا الغلامُ يَعِدُ رشدًا، وهذه الغداةُ تَعِدُ بردًا إذا كان مضمنًا ذلك، قال الله تعالى: ﴿بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ﴾ (٤)، أي: ضَمِنُوا لَهُ.
﴿ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ﴾ مِنْ حُليكم (٥)، وإنما عَرَّفه لأنّه يُعرف بالوصف في سورة طه، وقيل: الألف والسلام للمعهود. وإنما سماه (٦) عجلًا مجازًا (٧). والعجلُ: ولد البقرة (٨). ﴿مِنْ بَعْدِهِ﴾ من بعد انطلاقه إلى الجبل.
= فائدة نحوية: كلمة "أربعين" في هذه الآية يتعين أن تكون مفعولًا به ثانيًا، حذف منه المضاف وجوبًا التقدير: تمام أربعين، ولا يجوز أن ينتصب على الظرفية الزمانية لفساد المعنى وقد أعرب بعضهم "أربعين" بالحركات على حد قول الشاعر [وهو منسوب لجرير]:
[القرطبي ١/ ٢٩٦ - تفسير السمعاني ١/ ٤٨١ - الدر المصون ١/ ٣٥٣].
(١) سورة الأعراف: ١٥٠.
(٢) (يوم) ليست في (أ).
(٣) هذا هو من لوازم الوعد أن يكون متضمنًا معنى الضمان وينبغي أن يعلم الفرق بين "وعد" الثلاثي و"أوعد" الرباعي أن الأول يغلب عليه استعماله في الخير والثاني يغلب استعماله في الشر، ومنه قول الشاعر:
فأنجز في الوعد وخالف في الوعيد كرمًا منه. [القاموس (وعد) ٣٢٦].
(٤) سورة التوبة: ٧٧.
(٥) ومنه قوله تعالى: ﴿وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ...﴾ [الأعراف: ١٤٨].
(٦) في (ن) (أ): (سُمّي).
(٧) (مجازًا) ليست في (أ).
(٨) العجل هو ولد البقرة ولا وجه لما ذهب إليه المؤلف من حمله على المجاز إذ الأصل =
وماذا يبتغي الشعراء مني | وقد جاوزت حدَّ الأربعينِ |
(١) سورة الأعراف: ١٥٠.
(٢) (يوم) ليست في (أ).
(٣) هذا هو من لوازم الوعد أن يكون متضمنًا معنى الضمان وينبغي أن يعلم الفرق بين "وعد" الثلاثي و"أوعد" الرباعي أن الأول يغلب عليه استعماله في الخير والثاني يغلب استعماله في الشر، ومنه قول الشاعر:
وإني إذا واعدته أو وعدتهُ | لمخلف ميعادي ومنجز موعدي |
(٤) سورة التوبة: ٧٧.
(٥) ومنه قوله تعالى: ﴿وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ...﴾ [الأعراف: ١٤٨].
(٦) في (ن) (أ): (سُمّي).
(٧) (مجازًا) ليست في (أ).
(٨) العجل هو ولد البقرة ولا وجه لما ذهب إليه المؤلف من حمله على المجاز إذ الأصل =