﴿ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ﴾ أحييناكم ﴿مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ﴾ حرقكم وهلاككم (١). وهذه الرجعة مثل رجعة الطيور الأربعة لإبراهيم (٢)، ورجعة عاميل في قصة البقرة (٣)، ورجعة الذين قال لهم الله موتوا ثم أحياهم، ورجعة عزير وحماره (٤) ورجعة الموتى لعيسى (٥)، خلاف قول المتناسخة (٦). ﴿وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ﴾ أي: جعلنا عليهم الغمام ظُلّة (٧). والظِّل: السِّتْر، والظُّلة:

= فإنه مما يسمع، هذا على الأغلب وإلا فإن الصعق قد يتولد منه نار محرقة وهو المتعين في هذه الآية. [انظر التحرير والتنوير ١/ ٥٠٨].
(١) (هلاككم) ليست في (أ).
(٢) كما في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ...﴾ [البقرة: ٢٦٠].
(٣) اسم الذي قتل في بني إسرائيل وقد ورد ذكر اسمه في روايات إسرائيلية وهو المعني في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (٧٢) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى...﴾ [البقرة: ٧٢، ٧٣].
(٤) كما في قوله تعالى: ﴿أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ...﴾ [البقرة: ٢٥٩].
(٥) ﴿إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي﴾ [المائدة: ١١٠].
(٦) الاستنساخ: هو اعتقاد التناسخ والحلول سواء في الأنبياء وتقمص روح بعضهم في بعض أو تناسخ الناس بعضهم في بعض بحيث تظهر الروح في مظهر الجسد الآخر، وهذا الاعتقاد الفاسد تبناه بعض الطوائف المنحرفة مثل القاديانية والنصيرية والدروز والمجوسية، إلا أن مفهوم التناسخ يختلف من طائفة لأخرى كما بين الدروز والنصيرية، فالدروز يقصرون التناسخ بين البشر بينما نراه عند النصيرية يتعدى إلى أن يكون التناسخ بين البشر والبهائم. [انظر موسوعة مصطلحات التصوف الإِسلامي د: رفيق عجم ص ٩٦٧ - الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة ص ٣٥١ - فرق معاصرة تنتمي إلى الإِسلام د: غالب العواجي].
(٧) الغمام جمع غمامة أو اسم جنس زيدت التاء للوحدة، والمراد هنا السحاب الأبيض سمي بها لأنها تستر السماء وذلك أن الله تعالى سخر لهم السحاب يسير بهم ويظلهم من الشمس حين كانوا في التَّيه. =


الصفحة التالية
Icon