السترة، والفرق بينهما أنّ الشيء يكون تحت الظل دون الستر إلا أنه يقال للشمس مُسْتَظلة إذا كانت محتجبة بالسحاب. فرقٌ آخر أن الرائي يتحيل الظلَّ ولا يتحيل الستر وجمع الظلّ: ظلال، وجمع الظُّلَّةُ: الظُّلَل.
والظليل هو: الطيب. قال الله تعالى: ﴿وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا﴾ (١) وقال في ضده: ﴿لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (٣١)﴾ (٢). وأَظلّك الطائر إذا حاذاك وقَرُبَ منك وألقى ظله عليك، أعني ما يتحيل. ويُستعار للشهر والزمان فيقال: أَظَلَّ الشهرُ والزمان. ﴿الْغَمَامَ﴾ غيمٌ أبيض، وإنما سُمِّي غمامًا لأنه يَغُمُّ السماءَ ويسترها، وللِقاحِهِ بالماء لأنه يَغمُّ الماء في جوفه، وغمغمةُ السحاب: صوتُهُ، والغمام: واحدٌ وجماعة، قال الحُطَيئة (٣) يمدحُ رجلًا:
إذا غِبْتَ عنَّا غابَ عنا ربيعُنا | ونسْقى بالغمامِ حينَ تَؤوبُ |
= ومثله الغيم والغين بالميم والنون وجاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه (٢/ ١٧٧) "إنه ليُغانُ على قلبي".
[ابن جرير ٢/ ٩٠ - اللسان (غمم) ١٢/ ٤٤٣ - ابن عطية ١/ ٣٠٤ - زاد المسير ١/ ٨٤ - الدر المصون ١/ ٣٦٩].
(١) سورة النساء: ٥٧.
(٢) سورة المرسلات: ٣١.
(٣) الحطيئة: جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو مليكة: شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإِسلام، كان هَجَّاءً عنيفًا، لم يكد يسلم من لسانه أحد. هجا أمه وأباه وزوجته ونفسه وتسلَّط على أعيان المسلمين، فحبسه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فاستعطفه بأبيات فأخرجه واشترى منه أعراض المسلمين بثلاثة آلاف درهم.
[فوات الوفيات (١/ ٩٩)؛ الأغاني (٢/ ١٥٧)؛ الشعر والشعراء (١١٠)؛ الأعلام (٢/ ١١٨)].
(٤) صح عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان المن ينزل عليهم على الأشجار، فيغدون إليه فيأكلون منه ما شاؤوا. وقال قتادة: يسقط بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس أشد بياضًا من اللبن وأحلى من العسل يسقط كالثلج يأخذ الرجل منه قدر ما يكفيه يومه ذلك.
وقد رجح ابن كثير في تفسيره بعد أن ذكر أن عبارات المفسرين متقاربة في شرح المن =
[ابن جرير ٢/ ٩٠ - اللسان (غمم) ١٢/ ٤٤٣ - ابن عطية ١/ ٣٠٤ - زاد المسير ١/ ٨٤ - الدر المصون ١/ ٣٦٩].
(١) سورة النساء: ٥٧.
(٢) سورة المرسلات: ٣١.
(٣) الحطيئة: جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو مليكة: شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإِسلام، كان هَجَّاءً عنيفًا، لم يكد يسلم من لسانه أحد. هجا أمه وأباه وزوجته ونفسه وتسلَّط على أعيان المسلمين، فحبسه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فاستعطفه بأبيات فأخرجه واشترى منه أعراض المسلمين بثلاثة آلاف درهم.
[فوات الوفيات (١/ ٩٩)؛ الأغاني (٢/ ١٥٧)؛ الشعر والشعراء (١١٠)؛ الأعلام (٢/ ١١٨)].
(٤) صح عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان المن ينزل عليهم على الأشجار، فيغدون إليه فيأكلون منه ما شاؤوا. وقال قتادة: يسقط بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس أشد بياضًا من اللبن وأحلى من العسل يسقط كالثلج يأخذ الرجل منه قدر ما يكفيه يومه ذلك.
وقد رجح ابن كثير في تفسيره بعد أن ذكر أن عبارات المفسرين متقاربة في شرح المن =