والأجر: الخيرُ الموجب على السعي. ﴿عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ (١) في حكمِهِ وعلمه ورأيه، ففلانٌ (٢) عند فلان، أي بيديه، والشيء عندَ فلان، أي: في قبضته، وعن علي بن أبي طلحة (٣) عن ابن عباس (٤): أن الآية كانت في شأن مَنْ آمن بالله واليوم الآخر فقط، وهو ثابتٌ على ملة يحسن فيها، فصارت منسوخة بقوله: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا﴾ (٥).
وهذا التأويل محمولٌ على قومٍ لم يتكلفوا على الإيمان بنبي آخر وكتاب آخر حتى ماتوا. وفي هذه الرواية دلالة على جواز نسخ الجزاء في المستقبل عند الإعلام (٦) كنسخ الواجبات من الأمر والنهي بخلاف الواقعات من الأخبار، إذ نسخ الأخبار غير متصور.
ثم عاد إلى خطاب بني إسرائيل فقال: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ﴾ وأخذه: عقدُهُ وأحكامه (٧). قال في المنافقين: ﴿قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ﴾ (٨) وقد

= [الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة بإشراف الدكتور مانع الجهني رحمه الله (٢/ ٧١٤) - تهذيب اللغة "صبا" (١٢/ ٢٥٦) - اللسان "صبا" - التبصرة ص ٤٢٢].
(١) في النسخ الآية خطأ (عند ربه).
(٢) في "أ" "ن": (فلان).
(٣) هو علي بن أبي طلحة سالم بن المخارق الهاشمي، يكنى أبا الحسن، مولى بني العباس، أصله من الجزيرة، وانتقل إلى حمص، قال أحمد: له أشياء منكرات، وقال الآجري عن أبي داود: وهو إن شاء الله مستقيم الحديث ولكن له رأي سوء، كان يرى السيف، أرسل عن ابن عباس ولم يره، مات سنة ثلاث وأربعين ومائة.
[تهذيب التهذيب (٧/ ٢٩٨)؛ ميزان الاعتدال (٥/ ١٦٣)؛ المغني في الضعفاء (٢/ ٤٥٠)؛ رجال مسلم (٢/ ٥٦)].
(٤) ابن جرير (٢/ ٤٥) وابن أبي حاتم (٦٣٥)، وعزاه صاحب الدر (١/ ٧٤) لأبي داود في "الناسخ والمنسوخ".
(٥) سورة آل عمران: ٨٥.
(٦) في "ن": (الإسلام).
(٧) أبهم الله - عَزَّ وَجَلَّ - الميثاق في هذه الآية وأوضحه في آية أخرى، وهي قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا...﴾ الآية [البقرة: ٨٣].
(٨) سورة التوبة: ٥٠.


الصفحة التالية
Icon