علمت (١) كذا. ﴿فِي السَّبْتِ﴾ أي: في يوم السبت، وقيل في استخفاف شأن السبت. والسبت الذي يلي الجمعة، وهو مصدر لقوله: ﴿وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ﴾ (٢) وهو عبارة عن الفراغ والاستراحة (٣)، قال الله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (٩)﴾ (٤) ﴿فَقُلْنَا لَهُمْ﴾ حقيقة القول عند أهل السنة ﴿كُونُوا﴾ أمر تكوين (٥) وإيجاد، كقوله: ﴿إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ﴾ الآية، وقوله: ﴿فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا﴾ (٦) الآية. وقول الله تعالى حقيقة، وقد أكّد بقوله: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ (٧) والتأكيد لنفي إيهام الاستعارة، وفي فحوى قوله: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا﴾ (٨) الآية ما يدلُّ على أن القول صفته حقيقة، والأدلة عليه موجودة في سائر قصصه وأخباره وأوامره ونواهيه ووعده (٩) وإيعاده. وقول الجماد فلأن الله تعالى أنشأ النطق في الأجزاء المؤلفة علي بنية حيوانية، قال الله تعالى: ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ﴾ (١٠) فلولا أن تسبيح الجبال بالقول حقيقة وإلا لم يكن
(٢) سورة الأعراف: ١٦٣.
(٣) السبت في الأصل مصدر سبَتَ، أي: قطع العمل. وقال ابن عطية: السبت: إما مأخوذ من السبوت الذي هو الراحة والدَّعَة، وإما من السَّبْت وهو القطع لأن الأشياء فيه سبتت وتمت خلقتها، ومنه قولهم: سَبَتَ رأسه أي: حَلَقَه. وقال الزمخشري: السبت مصدر سَبَتَت اليهود إذا عظَّمت يوم السبت. قال السمين الحلبي وفيه نظر: فإن هذا اللفظ موجود واشتقاقه مذكور في لسان العرب قبل فعل اليهود ذلك.
[الدر المصون (١/ ٤١٣) - الكشاف (١/ ٢٨٦) - الإملاء (١/ ٤٢)].
(٤) سورة النبأ: ٩.
(٥) كذا قال السمعاني في تفسيره (١/ ٥٠٦)، وانظر: البغوي (١/ ٦٩)؛ والبحر (١/ ٣٤٦)؛ وابن عطية (١/ ٣٠٨).
(٦) سورة النحل: ٤٠، والآية كتبت خطأ.
(٧) سورة فصلت: ١١.
(٨) سورة الشورى: ١٦٤.
(٩) (ووعده) ليست في "أ".
(١٠) سورة الأنبياء: ٧٩.