﴿مَا لَوْنُهَا﴾ اللون: اسمٌ يعمُّ أعراضاً يتبين به الجوهر لحاسة العين. ﴿صَفْرَاءُ﴾ أي: لون اليرقان والزعفران، إلَّا أنَّ الصفراء قد يكون نعتاً للسود من الإبل، وذلك لأنَّ سوادها لا يخلو من صفرة، والدليل على أَنَّه لم يُرد ها هنا السواد تأكيدهُ بـ ﴿فَاقِعٌ﴾ لأنه يقال: أسود حالك وأصفرُ فاقع (١). وفاقع: خبر (...) (٢).
و ﴿لَوْنُهَا﴾: اسم. ﴿تَسُرُّ النَّاظِرِينَ﴾ صفة للبقرة. والسرور: نقيض الحزن، ويدلُّ على أن المراد به الصُّفرة؛ لأنَّ الصفرة هي التي تسرُّ الناظرين.
﴿تَشَابَهَ﴾ اشتبه والتبس (٣)، وإنَّما لم يقل: تشابهت، لأن البقر اسم
(١) جمهور المفسرين أنها صفراء اللون من الصفرة المعروفة، حتى ذهب بعضهم إلى أن الصفرة في القَرْن والظِّلْف.
وذكر بعضهم أنه من شدة اصفرارها أصبح لونها قريبًا من السواد، حتى قال الحسن البصري: "صفراء" معناه سوداء، ومنه قول الشاعر [وينسب للأعشى]:
والأظهر والله أعلم أنه لا تقارب بين الاصفرار والسواد، ولو كان قريبًا منه لما أكده بـ ﴿فَاقِعٌ﴾ وهو نعت مختصٌّ بالصفرة، ولذا تقول العرب: أسود حالك، وأحمر قانٍ، وأبيض ناصع، وأخضر ناضر، وأصفر فاقع. قال الكسائي: يقال: فقع لونها يفقع فقوعًا إذا خلصت صفرته.
[لسان العرب "فقع" - الطبري (٢/ ٩٤) - القرطبي (١/ ٤٥٠) - ديوان الأعشى ص ٦٨].
(٢) كلمة غير واضحة، ولعلها حتى يستقيم الكلام [مقدم] أي أن "فاقعٌ" خبر مقدم و"لونها" مبتدأ مؤخر كما ذكره أبو البقاء. [الإملاء (١/ ٤٢)].
(٣) قرىء ﴿تَشَّابَهَ﴾ مشدداً ومخففاً، والأصل: تتشابهُ بتاءين، فأدغم وحذف منه أخرى، وكلا الوجهين مقيس. وقرأ ابن مسعود: ﴿يَشَّابَهُ﴾ بالياء، وتذكير الفعل وتأنيثه جائزان لأن فاعله اسم حسن، وفيه لغتان: التذكير والتأنيث، ومنه قوله تعالى: ﴿أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ﴾ [الحاقة: ٧] فأنَّثَ، وقوله تعالى: ﴿أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ﴾ [القمر: ٢٠] فذكِّر.
وفي مصحف أُبَيّ: ﴿تَشَّابَهَت﴾ بتشديد الشين، قال أبو حاتم: هو غلط لأن التاء في هذا الباب لا تُدْغَم إلا في المضارع.
[البحر (١/ ٢٥٣) - ابن عطية (١/ ٣١٥) - معجم القراءات (١/ ٧٠) - المذكر والمؤنث للأنباري ص ٥٤٧].
وذكر بعضهم أنه من شدة اصفرارها أصبح لونها قريبًا من السواد، حتى قال الحسن البصري: "صفراء" معناه سوداء، ومنه قول الشاعر [وينسب للأعشى]:
تلك خيلي منه وتلك رِكابي | هنَّ صُفْرٌ أولادها كالزبيبِ |
[لسان العرب "فقع" - الطبري (٢/ ٩٤) - القرطبي (١/ ٤٥٠) - ديوان الأعشى ص ٦٨].
(٢) كلمة غير واضحة، ولعلها حتى يستقيم الكلام [مقدم] أي أن "فاقعٌ" خبر مقدم و"لونها" مبتدأ مؤخر كما ذكره أبو البقاء. [الإملاء (١/ ٤٢)].
(٣) قرىء ﴿تَشَّابَهَ﴾ مشدداً ومخففاً، والأصل: تتشابهُ بتاءين، فأدغم وحذف منه أخرى، وكلا الوجهين مقيس. وقرأ ابن مسعود: ﴿يَشَّابَهُ﴾ بالياء، وتذكير الفعل وتأنيثه جائزان لأن فاعله اسم حسن، وفيه لغتان: التذكير والتأنيث، ومنه قوله تعالى: ﴿أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ﴾ [الحاقة: ٧] فأنَّثَ، وقوله تعالى: ﴿أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ﴾ [القمر: ٢٠] فذكِّر.
وفي مصحف أُبَيّ: ﴿تَشَّابَهَت﴾ بتشديد الشين، قال أبو حاتم: هو غلط لأن التاء في هذا الباب لا تُدْغَم إلا في المضارع.
[البحر (١/ ٢٥٣) - ابن عطية (١/ ٣١٥) - معجم القراءات (١/ ٧٠) - المذكر والمؤنث للأنباري ص ٥٤٧].