الجنس. قال - عليه السلام - (١): "لولا أنهم استثنوا لما اطَّلعوا على قاتله" (٢). وفي هذا ونظائره دليلٌ على أنَّ الأمور خيرها وشرها بمشيئة الله (٣).
﴿لَا ذَلُولٌ﴾ إنما ارتفع لأنه صفة معينة (٤) وليس بجنس، ومن حق (لا) أن تبنى مع الأجناس فكأنه قال: ليست بذلول لإثارة الأرض. والذلول: المُسَخَّر (٥). وإثارةُ الأرض: ضربُها وقلبُها. وقيل: ﴿تُثِيرُ الْأَرْضَ﴾ مستأنف غير متصل (٦) بما قبله، واستحسن (٧) الوقف على قوله: لا ذلول (٨). وقيل: لا ذلول، أي: ليست بذلول للحمل (٩) والركوب.
والحرث: اسم هاهنا، ويجوز أن يكون مصدرًا كالحراثة، وهو يطلق على ما لم ينبت من البذر، فإذا نبت فهو زرع ويجوز (...) (١٠) اسم الزرع ولا يجوز تقديم اسم الزرع. وإنما يسقى البقرُ الأرض بالدوالي إذا كانت مرتفعة. ﴿مُسَلَّمَةٌ﴾ صفة للبقرة، ويجوز أن تكون خبر مبتدأ محذوف،

(١) في "ب": (صلَّى الله عليه وسلم).
(٢) الحديث روي موصولًا عند ابن أبي حاتم (٧٢٢) وسنده ضعيف جدًا، ويروى عند الطبري (٢/ ٢٠٥) وغيره بأسانيد مرسلة ومنقطعة ولا يصح بطريق موصولة. انظر: الدر المنثور (١/ ٧٧).
(٣) (الله) ليست في "أ".
(٤) وقيل إن "ذلول" خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: لا هي ذلول. والجملة من المبتدأ والخبر في محل رفع صفة لبقرة. وعلى قراءة أبي عبد الرحمن السلمي ﴿لا ذلولَ﴾ بالنصب على أن "لا" للتبرئة والخبر محذوف. التقدير: لا ذلولَ ثَمَّ. ومنع الأخفش النصب وقال: لا يجوز نصبه.
[ابن عطية (١/ ٣١٦) - الكشاف (١/ ٢٨٨) - الدر المصون (١/ ٤٢٨)].
(٥) أي لم يذللها العمل، يقال: بقرة مذلَّلَة بيِّنة الذِّل - بكسر الذال -، ورجل ذليل بيِّن الذُّلِّ - بضم الذال -. أي: هي بقرة صعبة غير رَيِّضة لم تذلَّل بالعمل.
[تهذيب اللغة "ذلل" (١٤/ ٤٠٨) - الكشاف (١/ ٧٥) - البحر (١/ ٢٥٦)].
(٦) في "ن": (مستأنف).
(٧) في "ي" "ب": (ليستحسن).
(٨) (لا ذلول) ليست في "ن".
(٩) في "أ" "ن": (الحمل).
(١٠) كلمة غير مقروءة، ولعل الكلمة الساقطة (أن يكون) ليستقيم الكلام.


الصفحة التالية
Icon