﴿بَلَى﴾ [نقيض نعم (١) وهو نفي لقولهم ﴿لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً﴾] (٢) و (بلى): موضوع على أصله مثل على عند البصريين، وعند الكوفيين أصله: بل ثم زيد الياء لما جعلوه مستقلاًّ بنفسه فَرْقًا بينه وبين ما لا يَسْتقل بنفسه. ﴿سَيِّئَةً﴾ خصلة [سيئة نقيض خصلة] (٣) حسنة، ووزنها فعيلة في قياس الفراء وأهل الكوفة (٤). ﴿وَأَحَاطَتْ﴾ إحاطة الأعراض: عمومُها، وإنما يكون عموم الخطايا (٥) عند عدم الإيمان، نعوذ بالله.
﴿لَا تَعْبُدُونَ﴾ رفع عند الكسائي (٦) لحذف الناصب، تقديره: أن لا
(١) قال أبو جعفر النحاس: "بلى" بمنزلة نعم إلا أنها لا تقع إلا بعد النفي. ونقل الفراء في معاني القرآن كلام الكوفيين الذي ذكره المؤلف أنها بمعنى "بَلْ" زيدت عليها الياء فهي تدلّ على الجحد والياء تدلُّ لما بعده. فلو قال قائل: ألم تأخذ دينارًا؟ فقلت: نعم لكان المعنى: لا لم آخذ، لأنك حققت النفي وما بعده، وإذا قلت: بلى، صار المعنى: قد أخذت.
وقد روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ قال: لو قالوا: نعم، لكفروا.
وأما قول الشاعر [ينسب لجحدر]:
فقيل: هو ضرورة شعرية. وقيل: قوله: "نعم" ليس جوابًا لـ "أليس" إنما هو جواب لقوله: "فذاك بنا تداني".
[أمالي القالي (١/ ٢٧٨) - أمالي السهيلي ص ٢٤٦ - المقرب (١/ ٢٩٤) - المغني لابن هشام ص ٣٨٣ - إعراب القرآن للنحاس (١/ ١٩١)].
(٢) ما بين [...] ليست في "ن".
(٣) ما بين [...] ليست من "أ".
(٤) "سيئة" فَعِيلَة من ساءَ يسوء، وأصله "سَيْوِئة" فاجتمع الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فَأُعِلَّ كـ "سَيِّد" و"مَيِّت".
[الدر المصون (١/ ٤٥٧) - مقدمة المفسرين للبركوي (١/ ٥٨٦) - معجم مفردات الإبدال والإعلال ص ١٤٦].
(٥) (الخطايا) ليست من "أ".
(٦) في هذه الجملة من الآية ﴿لَا تَعْبُدُونَ﴾ من الإعراب ثمانية أوجه: أظهَرها والله أعلم أنها مفسرة لأخذ الميثاق ولا محل لها حينئذٍ من الإعراب.
الوجه الثاني: أنها في محل نصب على الحال من ﴿بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾. =
وقد روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ قال: لو قالوا: نعم، لكفروا.
وأما قول الشاعر [ينسب لجحدر]:
أليس الليلُ يجمع أُمَّ عمرٍو | وإيَّانا فذاك بنا تَدانِي |
نَعَمْ وترى الهلالَ كما أراهُ | وَيَعْلُوها النَّهَارُ كما عَلاني |
[أمالي القالي (١/ ٢٧٨) - أمالي السهيلي ص ٢٤٦ - المقرب (١/ ٢٩٤) - المغني لابن هشام ص ٣٨٣ - إعراب القرآن للنحاس (١/ ١٩١)].
(٢) ما بين [...] ليست في "ن".
(٣) ما بين [...] ليست من "أ".
(٤) "سيئة" فَعِيلَة من ساءَ يسوء، وأصله "سَيْوِئة" فاجتمع الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فَأُعِلَّ كـ "سَيِّد" و"مَيِّت".
[الدر المصون (١/ ٤٥٧) - مقدمة المفسرين للبركوي (١/ ٥٨٦) - معجم مفردات الإبدال والإعلال ص ١٤٦].
(٥) (الخطايا) ليست من "أ".
(٦) في هذه الجملة من الآية ﴿لَا تَعْبُدُونَ﴾ من الإعراب ثمانية أوجه: أظهَرها والله أعلم أنها مفسرة لأخذ الميثاق ولا محل لها حينئذٍ من الإعراب.
الوجه الثاني: أنها في محل نصب على الحال من ﴿بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾. =