والألف: آخر أسماء العدد. وللعدد أحد عشر اسمًا موضوعًا، فالثمانية الأولى للآحاد وهي تعرض للاشتقاق، وكذلك التاسع وهو العشرة. والعاشر: المئة، والحادي عشر: الألف، وإنما انتصب الألف على معنى الظرف، وَخفْضُ السنةِ لأنها مضافةٌ إليها. والسنةُ: اسمٌ لاثني عشر شهرًا. ﴿وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ﴾ و (ما) للنفي. والزحزحة هي: التنحية (١). والبصير: المُبْصر، إلَّا أنَّ البصير أبلغُ في الوصف لأنه أشدُّ عدولًا عن الفعل.
﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ﴾ نزلت في اليهود (٢)، وعن قتادة والشَّعْبيِّ (٣) (٤) أنَّ السببَ في ذلك أنَّ عمر - رضي الله عنه - قال لليهود ذات يومٍ: بالرحمنِ الذي أنزلَ التوراة على موسى أتجدون محمدًا في كتابكم؟ فتمسكوا. ثم قالوا: نعم، ولكنَّ صاحبه جبريل عدونا وهو صاحبُ كلِّ عذابٍ، ولو كان مكانه ميكائيل لآمنَّا به، فإنه صاحب كلِّ رحمةٍ، فقال عمر. وأينَ مكانهما - أي مكانتهما من الله -عَزَّ وَجَلَّ-؟ قالوا: أحدهما، أي كان
| وقالوا تزحزح لا بنا فضل حاجةٍ | إليكَ ولا مِنَّا لِوَهْيِكَ راقعُ |
[اللسان "وهـ ى" منسوب إلى الحطيئة].
(٢) قال الطبري: أجمع أهل العلم بالتأويل جميعًا على أن هذه الآية نزلت جوابًا لليهود من بني إسرائيل إذ زعموا أنَّ جبريل عدوٌّ لهم وأن ميكائيل ولي لهم.
[الطبري (٢/ ٢٨٣)].
(٣) هو عامر بن شراحيل الشعبي، من الفقهاء في الدين وجلة التابعين، أدرك أكثر من مائة من الصحابة، وقال أبو مخلد: ما رأيت أفقه من الشعبي، وقال ابن سيرين: قدمتُ الكوفة وللشعبي حلقة عظيمة، وأصحاب رسول الله - ﷺ - يومئذٍ كثير، ولد لست سنين مضت من خلافة عمر على المشهور، ومات سنة ثلاث ومائة وقيل غير ذلك.
[طبقات الحفاظ (١/ ٤٠)؛ الثقات (٥/ ١٨٥)؛ تهذيب التهذيب (٥/ ٥٧)؛ صفوة الصفوة (٣/ ٧٥)].
(٤) الأثر روي عن قتادة والشعبي عن عمر عند الطبري (٢/ ٣٨٣) وكلاهما لم يسمع من عمر، ورواه كذلك الواحدي في أسباب النزول عن الشعبي عن عمر (٢٧ - ٢٨)، وله طرق أخرى مرسلة ومنقطعة عند ابن أبي حاتم (٩٦٠ - ٩٦١) ولا يصح هذا المتن، والله أعلم.