أنه أسر جنيًا (١)، وعن ابن مسعود أنه شبه الزط (٢) من رأى (٣) من الجنِّ ليلة الجن.
غير أن الله تعالى صرف أبصارنا عنهم كما صرف أبصار قريش عن نبينا عليه الصلاة والسلام حين أرادوا أن يغتالوه، وهذا شيء لا يمكن تواطؤهم عليه. فمن أنكر هذا فقد أنكر العيان. ثم منهم شياطين، ومن الإنس شياطين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورًا، وهؤلاء وصفوا كثيرًا من علم السحر وأسندوه إلى سليمان صلوات الله عليه للترويج.
واعلم أن بعض الناس أفرط في إثبات (٤) السحر (٥)، وزعم أنهم يقدرون على تقليب العين والإيجاد من العدم، وقصر بعضهم (٦) فأنكر تأثير الرمي والعقد والتمائم وحمل تأثيرها على نوع من التخويف والتطميع والتمويه.
وقولنا على قضية اللغة (٧) وما سبق من القواعد هو أن علم السحر يسمى سحرًا لصرفه عن جهة الحق، قال الله تعالى: ﴿فَأَنَّى تُسْحَرُونَ﴾ (٨)،

= النجار إلى أن بنيت له حجرة أم المؤمنين سودة، ثم بني المسجد الشريف. واسمه خالد بن زيد بن كليب، شهد حرب الخوارج مع علي، واستعمله علي على المدينة. توفي سنة خمسين من الهجرة.
[تاريخ ابن معين (١٤٤)؛ التاريخ الكبير (٣/ ١٣٦)؛ أسد الغابة (٢/ ٩٤)؛ الإصابة (٥٦٣)؛ السير (٢/ ٤٠٢)].
(١) الترمذي (٢٨٨٠)، وأحمد (٥/ ٤٢٣)، وأبو الشيخ في العظمة (١٠٩١١١) والحديث صحيح صححه أحمد شاكر.
(٢) في "أ": (الوط) وفي بقية النسخ: (الشرط) والمثبت هو الصحيح.
(٣) (من رأى) ليست في "أ".
(٤) (إثبات) ليست في "ب".
(٥) في "أ": (علم السحر).
(٦) في بقية النسخ: (بعض).
(٧) (اللغة) ليست في "أ".
(٨) سورة المؤمنون: ٩٨.


الصفحة التالية
Icon