هاروت من الهرت، وماروت من المرت. والهريت: الفصيح، قال الشاعر (١):

عاد الأذلة في دار وكان بها هرت الشقاشق ظلامون للجزر
والمرت: مفازة لا ماء فيها ولا كلأ، قال الشاعر (٢):
إني طربتُ ولا تلقى على طرب ودون الفك أمرات أماليس
﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ﴾ للنفي. ﴿حَتَّى يَقُولَا﴾ للغاية، تجرُّ الاسم وتنصب الفعل بتقدير "أن" وربما لا تنصب. والفتنة: الامتحان والاختبار، وقد تكون الفتنة إيقاعًا في الشيء.
ويحتمل أن يكون الفعل في قوله: ﴿فَيَتَعَلَّمُونَ﴾ للشياطين فيكون معطوفًا (٣) على قوله: ﴿يُعَلِّمُونَ﴾، وتعليمهم السحر كاستراقِهِمُ السمعَ أو
= راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل، إذ ليس فيها حديث مرفوع متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق، وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب فيها.
(١) البيت لابن مقبل شاعر جاهلي إسلامي كما في الشعر والشعراء (٢٧٧).
(٢) ذكره ابن منظور في لسان العرب (١٣/ ١٧٦) ولم ينسب لأحد.
(٣) جملة "يتعلمون" فيها سبعة أوجه إعرابية من حيث العطف، وما ذكره المؤلف هو أحد هذه الأوجه وهو الذي ذهب إليه الفراء واعترض عليه الزجاج وأجازه أبو علي الفارسي وغيره.
الوجه الثاني: أنها معطوفة على قوله "وما يعلمان" والضمير في "فيتعلمون" عائد على "أحد".
الوجه الثالث: - وهو أحد قولي سيبويه - أنه معطوف على "كفروا"، و"كفروا" فعل في موضع رفع، فلذلك عطف عليه فعل مرفوع.
الوجه الرابع: - وهو القول الثاني لسيبويه - أنه خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: "فهم يتعلمون" فعطف جملة اسمية على فعلية.
الوجه الخامس: وهو قول الزجاج حيث قال: والأجود أن يكون معطوفًا على "يعلمان" فاستغنى عن ذكر "يعلمان" على ما في الكلام من الدليل عليه، واعترض أبو علي الفارسي قول الزجاج هذا.
الوجه السادس: أنه عطف على معنى ما دلَّ عليه أول الكلام، والتقدير: فيأتون فيتعلمون. ذكر هذا الوجه الفراء والزجاج. =


الصفحة التالية
Icon