نحوه. ويحتمل أن يكون الفعل للاثنين فيكون معطوفًا على مضمر وتقديره: فيأتون فيعلّمان فيتعلَّمون. و ﴿مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ﴾ البغضاء والتَّأخيذ. ومرء وامرؤ لغتان. وفي التأنيث: مرأة وامرأة، وكأن همزة الوصل إنما عُوِّضَت من الهمزة الأخيرة إذ لا صورة لها، فسكنت الميم وهي فاء الفعل (١).
وابتدىء بهمزة الوصل كما في الاسم والابن. وقيل: إنما سُكنت فاء الفعل في مثل هذه الأسماء [وابتدىء بهمزة الوصل لأنها أسماءٌ] (٢) كَثُر دورها على الألسنة فشبهت بالأفعال التي على صيغة الأمر.
ومثل هذه العلل واهية واللغة بالسماع، وكأن المرء موضوع غير مشتقٍّ، والتثنية: مرآن وامرآن ومرأتان وامرأتان. وهي في التأنيث أكثر استعمالًا، وأما الجمع فلم يروَ إلا في حديث: "أحْسِنوا مَلأَكُم أيُّها المَرْؤون" (٣). وقال رؤبة (٤) لطائفة رآهم: أين يريد (٥) المرؤون؟ وهذا جمع سلامة جائز في القياس ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ﴾ والضُّر: إلحاق (٦) الضُّر والضَّر بالشيء وهما: البؤس والمكروه، وفيهما معنى النقصان، ونقيضهما:
[معاني القرآن للزجاج (١/ ١٦٢) - الكتاب (١/ ٤٢٣) - معاني القرآن للفراء (١/ ٦٤) - الإملاء (١/ ٥٥) - الدر المصون (٢/ ٣٧)].
(١) في "أ": (الفعلة).
(٢) ما بين [...] ليست من "ن".
(٣) هذا ليس بحديث بل هو من قول للحسن، هكذا نسبه إليه الزمخشري في الفائق (٣/ ٢٥٨)، وابن الأثير في غريب الحديث (٢/ ٢٩٩) ومعناه: "أحسنوا أخلاقكم".
(٤) هو رؤبة بن العجاج التميمي الراجز المعروف ومن أعراب البصرة، كان رأسًا في العربية واللغة، توفي سنة ١٤٥ هـ.
(٥) في "ن": (يريدون) وهو خطأ.
(٦) في هامش "ي": (الخلف).