عالم، والمواشي عالم. ثم كل جماعةٍ كثيرة من كل جنس عالمٌ، وبيانه: أن العربَ عالمٌ، والعجم عالمٌ، وأهل كل عصر عالمٌ، وأنشد العَجَّاج (١) (٢):
فَخِندِفُ هامةٌ ذا العَالَم
وإنَّما جُمع جمعَ العقلاء لتغليب العقلاء على غيرهم، كقوله: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ﴾ (٣) الآية. وهذه الآية تعليمٌ مِنَ الله عباده كيف يدعونه. وقالوا: مُقدَّرٌ في الابتداء، لما أشرنا إليه.
﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)﴾: قاضي (٤) يوم الجزاء (٥).
(١) رؤبة بن العجاج التميمي من أعراب البصرة. روى عنه يحيى بن سعيد القطان والنضر بن شميل وأبو عبيدة وأبو زيد النحوي وغيرهم من أعلام النحو واللغة والحديث. وكان رأسًا في العربية، وقد اشتهر بشعر الرجز حتى لم يُعرف إلا به. ومعنى كلمة رؤبة بالهمزة: قطعة من خشب يشعب بها الإناء.
[البيان والتبيين (١/ ٣٧)؛ معجم الأدباء (١١/ ١٤٩)؛ السير (٦/ ١٦٢)؛ وفيات الأعيان (٢/ ٣٠٣)؛ التاريخ الكبير للبخاري (٤/ ٢٥)].
(٢) ديوان رؤبة ص ٢٩٩. وفي جميع النسخ "وخندف" بالواو، والمثبت من الديوان.
(٣) النور: ٤٥.
(٤) تفسير المؤلف كلمة "مالك" بمعنى قاضي لم أجد أحدًا من المفسرين سبقه أو لحقه بذلك على جميع القراءات الثلاثة التي وردت، وهي: "مَالِك"، "مَلِك"، "مَلْك" بسكون اللام، لكن ثمة نصوص أخرى كثيرة في كتاب الله تشير إلى أن الله قاضٍ يوم الجزاء يوم القيامة، والنص الذي بين أيدينا في الآية "مالك" أي أن المُلْك خالص لله يوم القيامة، فلا ينازعه أحد من خلقه كما كانوا ينازعونه في الدنيا، ويشهد لذلك قوله تعالى: ﴿يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (١٦)﴾. وعلى قراءة "مَلِكِ" أي أنه ينفرد وحده بالمُلْك لا ينازعه أحد من خلقه، مع أن القراءة الثانية "مَلِك" أعم من الأولى "مالك" لأنه ما من مَلِك إلا وهو مالك، وقد يكون مالكًا وليس ملكًا. وعلى كلٍّ فإن تفسير المؤلف "مالك" بمعنى قاضي لا وجه له، والله أعلم.
(٥) إطلاق يوم الدين على يوم الجزاء وارد في كلام العرب، ومنه قول كعب بن جُعَيْل:
وقول خويلد بن نوفل الكلابي:
[البيان والتبيين (١/ ٣٧)؛ معجم الأدباء (١١/ ١٤٩)؛ السير (٦/ ١٦٢)؛ وفيات الأعيان (٢/ ٣٠٣)؛ التاريخ الكبير للبخاري (٤/ ٢٥)].
(٢) ديوان رؤبة ص ٢٩٩. وفي جميع النسخ "وخندف" بالواو، والمثبت من الديوان.
(٣) النور: ٤٥.
(٤) تفسير المؤلف كلمة "مالك" بمعنى قاضي لم أجد أحدًا من المفسرين سبقه أو لحقه بذلك على جميع القراءات الثلاثة التي وردت، وهي: "مَالِك"، "مَلِك"، "مَلْك" بسكون اللام، لكن ثمة نصوص أخرى كثيرة في كتاب الله تشير إلى أن الله قاضٍ يوم الجزاء يوم القيامة، والنص الذي بين أيدينا في الآية "مالك" أي أن المُلْك خالص لله يوم القيامة، فلا ينازعه أحد من خلقه كما كانوا ينازعونه في الدنيا، ويشهد لذلك قوله تعالى: ﴿يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (١٦)﴾. وعلى قراءة "مَلِكِ" أي أنه ينفرد وحده بالمُلْك لا ينازعه أحد من خلقه، مع أن القراءة الثانية "مَلِك" أعم من الأولى "مالك" لأنه ما من مَلِك إلا وهو مالك، وقد يكون مالكًا وليس ملكًا. وعلى كلٍّ فإن تفسير المؤلف "مالك" بمعنى قاضي لا وجه له، والله أعلم.
(٥) إطلاق يوم الدين على يوم الجزاء وارد في كلام العرب، ومنه قول كعب بن جُعَيْل:
إذا ما رَمَوْنا رَمَيْنَاهُم | وَدِنَّاهُمُ مثلَ ما يُقْرِضُونَا |
واعْلَمْ وَأَيْقِن أَنَّ مُلْكَكَ زَائِلٌ | وَاعْلَم بِأَنَّكَ ما تَدِينُ تُدَانُ = |