يحتاج إلى صلةٍ (١). والإنعام ها هنا: التوفيق والتثبيتُ والختمُ بالسعادة (٢).
﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾ وهم اليهود (٣)، لقوله تعالى في شأنهم: ﴿فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ﴾ (٤). ﴿وَلَا الضَّالِّينَ﴾: النصارى، لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ﴾ (٥). ويجوز أن يكون المراد بالآية جميع مَن لم يُنعَم عليهم بالهداية لحصول الإجماع أن اليهودَ ضالون مع كونهم مغضوبًا عليهم، وأنَّ النصارى مغضوبٌ عليهم مع كونهم ضالِّين.
وقوله (٦).
(آمين)، قال......................................
(١) وجملة الصلة فيه هي ﴿أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ لا محل لها من الإعراب، والهاء والميم في ﴿عَلَيْهِمْ﴾ يعود على ﴿الَّذِينَ﴾، وفي ﴿عَلَيْهِمْ﴾ خمس لغات قُرِىءَ بها كلها ذكرها أبو جعفر النحاس في "إعراب القرآن" (١/ ١٢٤).
(٢) خير ما يفِسر به القرآن القرآن، وقد أوضح الله - عَزَ وَجَلَّ - في موضع آخر معنى قوله: ﴿الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ فقال - عَزَ وَجَلَّ -: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (٦٩)﴾ [النساء: ٦٩]. وقد أشار إلى ذلك العلامة محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره "أضواء البيان" (١/ ١٠٤).
(٣) جاء ذلك صريحًا في أن المغضوب عليهم هم اليهود وأن الضالَّين هم النصارى فيما رواه الإِمام أحمد في مسنده (٥/ ٣٢) وعبد الرزاق كما في "الدر المنثور" (١/ ١٦) وأبو يعلى في مسنده (٧١٧٩) والطحاوي (٣/ ٣٠١) والبيهقي (٦/ ٣٢٤). وقال ابن كثير في تفسيره (٤/ ٤): إسناده صحيح. وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (٨/ ١٥٩): إسناده حسن. عن عبد الله بن شقيق: أنه أخبره من سمع النبيَّ - ﷺ - وهو بوادي القُرَى، وهو على فرسه وسأله رجل من بني القَيْن، فقال: يا رسول الله، من هؤلاء؟ قال: "المغضوب عليهم" وأشار إلى اليهود. قال: فمن هؤلاء؟ قال: "هؤلاء الضالين... " الحديث.
(٤) البقرة: ٩٠.
(٥) المائدة: ٧٧.
(٦) أي: قول قارئ الفاتحة، وإلا فإنَّ (آمين) ليست من كتاب الله بالإجماع. وهي - أي (آمين) اسم فعل أمر مبني على الفتح، ومعناه: "استجيب". وأما اللغتان اللتان ذكرهما المؤلف في (آمين) فالأولى لغة المَد على حد قول الشاعر:
آمين آمين لا أرضى بواحدةٍ... حتى أُبَلِّغَهَا ألفينِ آمينا =
(٢) خير ما يفِسر به القرآن القرآن، وقد أوضح الله - عَزَ وَجَلَّ - في موضع آخر معنى قوله: ﴿الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ فقال - عَزَ وَجَلَّ -: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (٦٩)﴾ [النساء: ٦٩]. وقد أشار إلى ذلك العلامة محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره "أضواء البيان" (١/ ١٠٤).
(٣) جاء ذلك صريحًا في أن المغضوب عليهم هم اليهود وأن الضالَّين هم النصارى فيما رواه الإِمام أحمد في مسنده (٥/ ٣٢) وعبد الرزاق كما في "الدر المنثور" (١/ ١٦) وأبو يعلى في مسنده (٧١٧٩) والطحاوي (٣/ ٣٠١) والبيهقي (٦/ ٣٢٤). وقال ابن كثير في تفسيره (٤/ ٤): إسناده صحيح. وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (٨/ ١٥٩): إسناده حسن. عن عبد الله بن شقيق: أنه أخبره من سمع النبيَّ - ﷺ - وهو بوادي القُرَى، وهو على فرسه وسأله رجل من بني القَيْن، فقال: يا رسول الله، من هؤلاء؟ قال: "المغضوب عليهم" وأشار إلى اليهود. قال: فمن هؤلاء؟ قال: "هؤلاء الضالين... " الحديث.
(٤) البقرة: ٩٠.
(٥) المائدة: ٧٧.
(٦) أي: قول قارئ الفاتحة، وإلا فإنَّ (آمين) ليست من كتاب الله بالإجماع. وهي - أي (آمين) اسم فعل أمر مبني على الفتح، ومعناه: "استجيب". وأما اللغتان اللتان ذكرهما المؤلف في (آمين) فالأولى لغة المَد على حد قول الشاعر:
آمين آمين لا أرضى بواحدةٍ... حتى أُبَلِّغَهَا ألفينِ آمينا =