الإيراء؛ لأنّ الله تعالى أورى لموسى -عليه السلام- نارًا، وكان ذلك سبب كتابه، فُسمّي كتابه بذلك، وقيل: سمي لكونه (١) ضياء وهدى، قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ﴾ [الأنبياء: ٤٨].
وقيل: إنّه مِن التعريض؛ لأن التعريض في التوراة كثير.
وقيل: إنّه باللغة العبرية (توروه) (٢) وهو الأدب المتأدب.
وعند البصريين وزن التورية وَوْرَية كقوصرة قلبت الواو الأولى تاء كما في تَوْلَج، مشتق من الإيراء.
﴿وَالْإِنْجِيلَ﴾ إفعيل مِنَ النَّجل، والنَّجل عبارة عن الولادة والتولّد والتوليد، يقال: قبح الله ناجليه، أي والديه، وإنما سُمّي كتاب عيسى بذلك لأنَّ الحكمة تتولد منه (٣)، وقال الأصمعي: الإنجيل كُلّ كتاب مسطور وافر السطور (٤).
وقيل: إنّ الله تعالى أعطى المسيح أربعَ كلمات، فأعطاها هو أربعة (٥) نفر من الحواريِّين: يوحنا ومتّى ومرقوش من جملة الاثني عشر، ولوقا من جملة السبعين، فاستخرج هؤلاء الأربعة من تلك الكلمات معانيها بإلهام مِنَ الله، وضمّنوها كتابًا وسمّوه الإنجيل؛ لأنّه كالمتولّد مِنْ تلكَ الكلمات الأربع (٦).

= [مفاتيح الغيب (٧/ ١٣٨)؛ معاني القرآن للزجاج (١/ ٣٧٤)].
(١) في "ب": (لأنه).
(٢) في الأصل: (توره)، والمثبت من بقية النسخ.
(٣) في "أ": (تتولد بتولد منه).
(٤) ذكره القرطبي في تفسيره الجامع (٤/ ٦) قال: وذكر شمر عن بعضهم فذكره. وذكره المناوي في "الفيض" (٤/ ١٩٥) بلفظ: ويقال، وقد ساق القرطبي جملة من التعريفات والتفاسير للإنجيل.
(٥) في "ب": (أربع)، وهو خطأ لغة.
(٦) قال الزجاج: إنجيل: إفعيل من النخيل وهو الأصل: هكذا يقول جميع أهل اللغة في إنجيل، =


الصفحة التالية
Icon