المعتبر كالقعدة والجِلْسة، و (الاعتبار) باتخاذ المذهب والمعبر للنفس إلى مقصود (١) يتوصل إليه بالعقل.
﴿حُبُّ الشَّهَوَاتِ﴾ على أحد معنيين حبّ المتشهيات أو الحب الشهوي، فأضافه إلى أصله كقولهم (٢) من بهيمة، و (الشهوة): توقان النفس. ﴿وَالْقَنَاطِيرِ﴾ جمع قنطار، والقنطار مجموع كثير من المال أقله ما قاله السدي مائة (٣) رطل من ذهب أو فضة (٤)، وأكثره ما ذكره أبو عبيدة من قول العرب أنه وزن شيء لا يحدونه، وفيما بين القولين أقوال (٥)، ﴿الْمُقَنْطَرَةِ﴾ مُنفْعَلة كقولهم: (ألف مؤلّفة) و (بدرة مبدرة)، وقيل: معناه المضعّفة، فأقل ما يفيد اللفظ تسعة قناطير. و ﴿الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ﴾ منطبعان من الجوهر جعلهما الله تعالى (٦) ثمنين للأشياء، فالذهب أصفر إلى الحمرة والفضة أبيض. ﴿وَالْخَيْلِ﴾ اسم جنس للفرس (٧) والبرذون والحصان والروكه وهو معطوف على القناطير دون الذهب والفضة. و ﴿الْمُسَوَّمَةِ﴾ الراعية. عن ابن عباس والحسن وسعيد بن جبير والربيع (٨) يقول: أسمتها

(١) في "أ": (مقصوده).
(٢) في "أ": (فإضافة صلة كقوله).
(٣) في جميع النسخ (أنه)، والتصحيح من مصادر التخريج.
(٤) رواه الطبري (٥/ ٢٦٠)؛ وابن أبي حاتم (١٨٩/حكمت)؛ وعبد بن حميد (٢/ ١١/در) عن السدي قال: القنطار مائة رطل.
(٥) اختلف المفسرون في مقدار القنطار، فروي عن معاذ بن جبل قال: القنطار ألف ومئتا أوقيَّة [أخرجه الطبري في تفسيره (٥/ ٢٥٤)؛ وابن أبي حاتم (٢/ ٦٠٦)]. وهكذا أيضًا روي عن ابن عمر - رضي الله عنهما - وأبي هريرة، وروي مرفوعًا عن أبي بن كعب: "القنطار ألف أوقية ومائتا أوقية" [أخرجه الطبري في تفسيره (٥/ ٢٥٥)].
ولعل هذا القول أقرب الأقوال.
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: القنطار ألف ومائتا دينار، ومن الفضة ألف ومائتا مثقال. وهناك أقوال أخرى، والله أعلم.
(٦) (تعالى) ليست في "ب".
(٧) (للفرس) ليست في "أ".
(٨) رواه ابن أبي حاتم (٢٠٢ - ٧٠٢/ تحقيق د. حكمت بشير)؛ والطبري (٥/ ٢٥٨ - ٢٦٠) =


الصفحة التالية
Icon