وسومتها فهي سايمة (١)، قال الله تعالى: ﴿شَجَرٌ (٢) فِيهِ تُسِيمُونَ﴾ [النحل: ١٠]. وعن ابن عباس: أنها المعلمة (٣) من السيماء، قال الله تعالى: ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ﴾ [الرحمن: ٤١].
﴿وَالْأَنْعَامِ﴾ جمع نَعَم، والنَعَم: الماشية من الإبل والبقر والغنم لا واحد لها (٤) من لفظه، و ﴿الْمَآبِ﴾ المرجع.
قال عبيد بن الأبرص (٥):
فكل ذي غيبة يؤوب... وغائب الموت لا يؤوب
﴿قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ﴾ طلب الإصغاء من المستمعين وليس باستئذان. وكذلك قوله: هل أنبئكم، ألا أنبئكم، ﴿جَنَّاتٌ﴾ رفع على الابتداء عند البصريين وعلى أنه خبر الكلام عند الكوفيين، وأجاز البصريّون "جناتٍ" على الجرّ بدلًا عن لفظة "خير" وعلى النصب بدلًا من خبر محمولًا على محله دون لفظه، ولم يخبر الفراء المكان الفاصل، وإنما كان المعاد خبرًا من المعاد لمعان (٦) (٧) أحدهما: الأمن من زوال النعمة (٨).

= عن ابن عباس وسعيد بن جبير وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزي والسدي والربيع بن أنس وأبي سنان ومجاهد.
(١) رواه الطبري (٥/ ٢٦٢) عن سعيد بن جبير.
(٢) في الأصل: (شجرة).
(٣) رواه الطبري (٥/ ٢٦٤) عن ابن عباس.
(٤) في الأصل: (له).
(٥) البيت ذكره القرطبي في تفسيره غير منسوب لأحد، وفيه "الأموات" بدل الموت. [القرطبي (٤/ ٣٧)]. لكن البيت لعبيد بن الأبرص وهو في ديوانه ص ١٦ وفيه: الموت، كما ذكره الجرجاني وهو في لسان العرب (١/ ٢١٩ - أوب)؛ وتهذيب اللغة (١٥/ ٦٠٨)؛ ومقاييس اللغة (١/ ١٥٣).
(٦) (لمعان) ليست في "أ".
(٧) في الأصل: (المعان).
(٨) ارتفع "جنات" على أنه خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو جنات. فتكون الجملة بيانًا وتفسيرًا للخيرية، ويؤيد ذلك قراءة "جناتٍ" بكسر التاء على أنها بدل من "بخير" =


الصفحة التالية
Icon