يا مالك الملك وديان العرب (١)
والدين الطاعة (٢) من قولهم: دان فلان لفلان.
وقيل: العادة والسُّنّة، قال الشاعر (٣):

تقول إذا دَرَأْتُ لها وضيني أهذا دِينهُ أَبَدًا ودِيني؟
و ﴿الْإِسْلَامُ﴾ الانقياد لله تعالى في الناسخ من أحكامه والمنسوخ، وفيما قدر من خير وشر وحلو ومر، وترك المنازعة والابتداع، وقد علم أهل الكتاب هذا ثم أبوا قبول الناسخ وابتدعوا في الدين، ﴿فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ تهديد لمن كفر بآياته.
﴿وَمَنِ اتَّبَعَنِ﴾ عطف على الضمير في ﴿أَسْلَمْتُ﴾ (٤)، وإنما كان قوله:
(١) أما الأثر عن بعض التابعين في علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه ديان هذه الأمة لم أجد له أصلًا في كتب الحديث، وأما قول الأعشى للنبي - ﷺ -: "يا مالك الملك وديان العرب" كذلك لم أجد له أصلًا، وعلى فرضية صحته فإنه لا يمكن للنبي - ﷺ - أن يسكت على هذا الوصف الذي وصفه به الأعشى لأن النبي - ﷺ - يعلم أنه لا مالك لهذا الملك إلا الله -عزّ وجلّ-، فلا يصدف مثل هذا الوصف إلا على الله -عزّ وجلّ-. لكن ذكره ابن الأثير في النهاية (٢/ ١٤٨) بلفظ: يا سيد الناس وديان العرب. وبه يزول الإشكال من حيث المعنى، وكذا هو في لسان العرب (٤/ ٤٥٩ - دين).
وأثر بعض التابعين في علي بن أبي طالب ذكره الأزهري في تهذيب اللغة (١٤/ ١٨٥)، وابن الأثير في النهاية (٢/ ١٤٨).
(٢) إطلاق الدِّين علي الطاعة معروف في كلام العرب، ومنه قول الشاعر:
ويوم الحزنِ إذْ حَشَدَتْ مَعَدٌّ وكان الناس إلا نحنُ دِينا
وقول الأعشى:
هو دانَ الرِّبَابَ إذ كرهوا الديـ ـن دِراكًا بغزوةٍ وصيالِ
كرهوا الدين: أي الطاعة.
وقول عمرو بن كلثوم:
وأيامًا لنا غُرًّا طِوَالًا عصينا المَلْكَ فيها أَنْ نَدِينَا
[الطبري (٥/ ٢٨١)؛ ديوان الأعشى ص ١١؛ ديوان عمرو بن كلثوم ص ٧١].
(٣) البيت للمُثَقِّب العَبْدي يذكر ناقته وهو في ديوانه ص ١٩٥. وقد ذكره الأزهري في تهذيب اللغة (١٤/ ١٥٩)؛ ولسان العرب (١٣/ ١٦٩ - دين)؛ ومجمل اللغة (٢/ ٢٦٦).
(٤) وبه قال الزمخشري وابن عطية، وقيل: إنه مرفوع بالابتداء والخبر محذوف، وقيل: =


الصفحة التالية
Icon