الخافض تقديره: بكلالة، أي: بإحاطة (١) (٢) وإحداق به، ومنه سمي الإكليل إكليلًا، والكلالة يعبر به عن الموروث مرة وعلى الوارث أخرى، فالموروث الذي لا يرثه الأب والجد من فوقه، والولد من دونه، والموروث الذي ليس (٣) بينه وبين الموروث والد، وإليه ذهبَ أبو بكر الصدِّيق وابن عباس وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وهو قول عمر، ثم رجع وقال: الكلالة من لا ولد له سواء كان له والد أم لم يكن. وروي عنه أنه لم يقل فيه شيئًا.
﴿وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ﴾ من الأم، فإن كانوا أي كانت الإخوة والأخوات أكثر من ذلك" أي من واحد.
﴿غَيْرَ مُضَارٍّ﴾ حال للموصي وهو أن يضار ورثته بأن يزيد وصيته على الثلث ﴿وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ﴾ كقوله: ﴿فَرِيضَةً﴾ [النساء: ١١]، وقيل: منصوب بإضمار فعل ﴿عَلِيمٌ﴾ لإفادته العلم والحلم (٤) ﴿حَلِيمٌ﴾ لحلمه عن المضار بالوصية ومنعه نفاذ وصيته لئلا تحق (٥) مضارته فتحق (٦) عقوبته.

(١) في إعراب الكلالة أوجه عدة تختلف باختلاف تفسيرهم لمعنى الكلالة. فجوز بعضهم أن تكون حالًا منصوبة هذا إن فُسِّرَت الكلالة بمعنى الميت، ويجوز أن تقدر على حذف مضاف والتقدير: ذا كلالة، ويجوز أن تكون جملة "يورث كلالة" خبرًا لكان وتكون كلالة على هذا إما حالًا من الضمير في "يورث" وإما أن تكون مفعولًا من أجله والتقدير: يورث لأجل الكلالة. وإما أن تكون نعتًا لمصدر محذوف، والتقدير: يورث وراثة كلالة. ويجوز أن تكون مفعولًا ثانيًا لـ "يورث"، وهناك أوجه إعرابية يطول ذكرها.
[الإملاء (١/ ١٦٩)، معاني القرآن للزجاج (٢/ ٢٥)، إعراب القرآن للنحاس (٢/ ٤٠٠)، الدر المصون (٣/ ٦٠٦)].
(٢) في "أ": (حاطه).
(٣) (ليس) ليست في "أ".
(٤) في "أ": (العلم).
(٥) المثبت من "ب"، وفي البقية: (يحق) بالياء.
(٦) في "أ": (ويحق).


الصفحة التالية
Icon