وكذلك في قوله: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ﴾ [البقرة: ١٨٥] و ﴿وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ﴾ [الأنعام: ٧١] ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ﴾ (١) [الصف: ٨].
﴿لِيُبَيِّنَ لَكُمْ﴾ أي: الأحكام الشرعية ﴿وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ أي: الأنبياء - عليهم السلام - (٢) لقوله تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا﴾ [الشورى: ١٣] و ﴿مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ﴾ البقرة: ١٣٠] و ﴿فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ [الأنعام: ٩٠]، فمن ذلك تحريم الأمهات والبنات وما لم ينسخ من الشرائع المتقدمة. والآية وما بعدها في أهل البيت وفي أولياء الله دون الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم.
﴿أَنْ تَمِيلُوا﴾ الميل: الجور وهو نقيض الاستقامة. و ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ﴾ الكفار والشياطين.
﴿أَنْ يُخَفِّفَ﴾ أراد رفع الإصر وضعف الإنسان وقلّة احتماله التكليف وسرعة تغيره بما يلقى من المكروه والمحبُوب.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ هذا فضل مبتدأ واتصاله بما قبله من حيث الأحكام المأمور بها والمنهي عنها. و (الأكل (٣) بالباطل) بالربا (٤) والقمار والبخس والظلم وما يشاكلها؛ عن السدي (٥). وأكلها بغير معاوضة؛ عن
أرَدْتَ لكيما أن تَطِيرَ بقربتي | فتترُكَهَا شَنًّا ببيداءَ بَلْقَعِ |
(١) في "ب": (نور الله بأفواههم).
(٢) في "ب": (الإسلام).
(٣) في "ب": (أكل).
(٤) في "ب" "أ": (بالربوا).
(٥) ابن جرير (٦/ ٦٢٦)، وابن أبي حاتم (٥١٨٣، ٥١٨٥).