عند الوفاة: "الصلاة وما ملكت أيمانكم" (١). و (الاختيال) افتعال من الخيلاء وهو ركوب الرأس والذهاب بالنفس. و (الفخور) الذي يكثر التفاخر بتقدير المكارم تكبرًا وتعظمًا غير شكر، وإنما لا يحب لأنه يأنف عن طاعة الوالدين ومخالطة الأقربين ومرافقة الجيران ومعاشرة العبيد والإماء، ويخاف الفقر والذلّ في بذل الأموال فلا يبذلها.
﴿وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ﴾ عن ابن عباس ومجاهد: اليهود خاصة حيث كتموا نعت (٢) نبينا - عليه السلام -، والظاهر أنه في البخيل المعتل المعتذر عند السؤال كذبًا وشحًا. ﴿وَأَعْتَدْنَا﴾ يقتضي مضمرًا فكأنه قال: هم كافرون. ﴿وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ﴾ وإنما جاز وصفهم بالكفر لأن من اعتقد أن البخل حسن محمود ورضيه وأوصى به غيره فقد كَذب الله ورسول الله (٣) فكان كافرًا (٤).
﴿وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ﴾ إنما ذكرتهم لئلا يظن (٥) ظان أن كل منفق محمود مأجور؛ فإنّ المختال الفخور ربما أنفق رياء وذلك غير مقبول منه ولا محسُوب له عند الله إذا لم يبتغ وجهه والدار الآخرة. ﴿وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ﴾ يقتضي مضمرًا فكأنه قال: قرينهم الشيطان ﴿وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ﴾ وإنما لم يصرح به لأن الملفوظ به يدل عليه.
﴿وَمَاذَا عَلَيْهِمْ﴾ إلزام محض من طريق النظر كقولك: هب أني مبطل في الإنذار فهل عليك بأس في الحذر، وهب أنه غير مستحق (٦) فهل عليك لوم في السخاء، كذلك الإيمان بالله واعتقاد انقضاء الدنيا واجب في العقل

(١) رواه الإمام أحمد (٣/ ١١٧) والحديث صحيح.
(٢) (نعت) ليست في "أ" "ب".
(٣) (الله) ليست في "ب".
(٤) من اعتقد أن البخل حسن محمود ورضيه لا يكون كافرًا، والبخل الذي في الآية في قوله: ﴿الَّذِينَ يَبْخَلُونَ﴾ [آل عمران: ١٨٠] الآية هم الذين يبخلون في بيان الحق ويكتمونه، وهذا اختيار ابن جرير في تفسيره (٧/ ٢٥).
(٥) (لئلا يظن) ليست في "ب".
(٦) (فهل عليك... مستحق) ليست في "ب".


الصفحة التالية
Icon